الصراع على السلطة في الفيليبين فرصة للصين

٢٠ مشاهدة
لطالما حذرت الصين الولايات المتحدة والدول الغربية من التدخل في نزاعها الإقليمي مع الفيليبين وفي الوقت الذي يزداد فيه الدعم الأميركي لمانيلا يبدو أن بكين تراقب عن كثب الأحداث الداخلية المتسارعة في مانيلا والخلافات الداخلية التي ترقى إلى مستوى الصراع على السلطة في الفيليبين بين معسكري الرئيس فرديناند ماركوس جونيور وعائلة الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي وسط رهان لديها على أن يؤدي الصراع على السلطة في الفيليبين إلى حصولها على تنازلات من مانيلا في ملف النزاعات البحرية الخاصة ببحر الصين الجنوبي الصراع على السلطة في الفيليبين وكان الخلاف قد انتشر بين الرئيس الفيليبيني ونائبته سارة دوتيرتي بشكل علني حيث حذرت دوتيرتي وهي ابنة الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي أخيرا من أنها إذا قتلت في مؤامرة غير محددة فسوف تتسبب في اغتيال الرئيس فرديناند ماركوس جونيور وزوجته ليزا أرانيتا ورئيس مجلس النواب مارتن روميالديز وعززت أجهزة الأمن الفيليبينية بروتوكولات السلامة يوم السبت الماضي بعد هذه التصريحات وفقا لتقارير محلية في إشارة دراماتيكية إلى اتساع الصراع على السلطة في الفيليبين بين أقوى عائلتين سياسيتين في هذه الدولة الواقعة جنوب شرقي آسيا وأمس الثلاثاء سلمت السلطات الفيليبينة مذكرة استدعاء لمكتب نائبة الرئيس سارة دوتيرتي لدعوتها للإجابة عن أسئلة المحققين وطلب من دوتيرتي في مذكرة الاستدعاء المثول أمام مكتب التحقيقات الوطني يوم الجمعة المقبل لتسليط الضوء على التحقيق بشأن التهديدات الخطيرة المزعومة ما تشونغ الانخراط الأميركي المتزايد سيدفع الفيليبين نحو المزيد من الاستفزازات في بحر الصين الجنوبي بكين تفضل الحوار الثنائي وخلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بيرو الأسبوع الماضي أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ تفضيل بلاده الحل الثنائي بملف النزاعات البحرية بين الصين والفيليبين وقال شي إن الحوار والتشاور بين الدول المعنية هو دائما أفضل طريقة لإدارة الخلافات في بحر الصين الجنوبي وحث الولايات المتحدة على عدم التدخل في النزاعات البحرية حول جزر نانشا وهو الاسم الذي تطلقه بكين على جزر سبراتلي المتنازع عليها مع مانيلا في المقابل تسعى الفيليبين تحت قيادة الرئيس فرديناند ماركوس جونيور الذي اتخذ موقفا متشددا تجاه بكين مقارنة بسلفه رودريغو دوتيرتي إلى حشد الدعم الدولي ضد تصرفات خفر السواحل الصيني في بحر الصين الجنوبي مع زيادة الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وجودها العسكري في المنطقة على الرغم من التحذيرات الصينية المستمرة وكانت الولايات المتحدة قد زودت الفيليبين بطائرات بدون طيار بهدف مضاعفة القوة البحرية لمانيلا في مواجهة بكين في بحر الصين الجنوبي وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارته للفيليبين الثلاثاء الماضي إن الحكومة الأميركية منحت البحرية الفيليبينية عددا من السفن السطحية غير المأهولة لعملياتها في بحر الفيليبين الغربي ووعد بتسليم المزيد من المعدات العسكرية قبل نهاية حكم إدارة جو بايدن وأوضح أن الهدف من هذه المساعدات ضمان أن تكون لدى الفيليبين القدرات والوسائل للدفاع عن حقوقها وسيادتها في جميع أنحاء منطقتها الاقتصادية الخالصة كما كشف عن نشر قوات أميركية تعرف باسم قوة المهام أيونجين في إشارة إلى الاسم الذي أطلقته الفيليبين على جزر توماس شول الثانية المتنازع عليها مع الصين وبحسب وسائل إعلام فيليبينية يهدف نشر القوات الأميركية إلى تحسين التنسيق والتشغيل المتبادل بين مانيلا وواشنطن من خلال دعم الأنشطة العسكرية الفيليبينية في بحر الصين الجنوبي وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بالدفاع عن الفيليبين وأن معاهدة الدفاع المشترك مع مانيلا تنطبق على الهجمات المسلحة على أي من قواتنا المسلحة أو طائراتنا أو سفننا العامة بما في ذلك خفر السواحل لدينا في أي مكان في بحر الصين الجنوبي أفق الصراع بملف النزاعات البحرية في ضوء التطورات الأخيرة أعرب المختص في شؤون بحر الصين الجنوبي ما تشونغ وهو باحث في مركز لونغ مارش للدراسات الاستراتيجية في حديث لـالعربي الجديد عن اعتقاده بأن الأوضاع في المنطقة تتجه نحو مزيد من التصعيد خلال الفترة المقبلة لأن جميع المعطيات بحسب قوله تشير إلى أن الولايات المتحدة عازمة على الانخراط بصورة أكبر في النزاعات البحرية بين الصين وجيرانها خصوصا في ما يتعلق بالصراع مع الفيليبين وهذا برأيه يخالف الرغبة الصينية ويضرب بتحذيرات القيادة الصينية المتكررة عرض الحائط وبالتالي من الطبيعي أن لا تقف بكين متفرجة إزاء هذه التجاوزات وينبغي لها أن ترد بقوة لإظهار مدى حزمها في هذه المسألة سواء للداخل الصيني أو للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة جو يانغ تعزيز القدرات القتالية للجيش الفيليبيني قد يساهم في تصلب موقف مانيلا مستقبلا بشأن المفاوضات ولفت ما تشونغ إلى أن دخول القوات الأميركية على خط المواجهة في هذا التوقيت يحمل عدة رسائل أولا طمأنة مانيلا بأن تغيير الإدارة الأميركية لن يحد من التزام واشنطن ودعمها لها عسكريا ولوجستيا ثانيا إعطاء إشارة للحلفاء في المنطقة بأن الولايات لن تتخلى عنهم حتى في ذروة انشغالها بأزمات دولية وإقليمية مثل الأزمة الأوكرانية والحرب في منطقة الشرق الأوسط لكنه رأى أن هذه الخطوة ستدفع الفيليبين نحو المزيد من الاستفزازات في بحر الصين الجنوبي ولن تساعد على إدارة الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية كما سعت بكين دائما بحسب قوله وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تقويض جهود التنسيق والمتابعة بين الطرفين المتنازعين كما سيؤكد في تجاه آخر برأيه اتهامات بكين لواشنطن بالتورط بصورة أعمق في النزاعات البحرية الإقليمية وهو ما يستدعي استعدادا صينيا للتعامل بشكل حازم مع أي تجاوزات خيارات محدودة في المقابل قال الخبير في العلاقات الدولية المقيم في هونغ كونغ جو يانغ في حديث مع العربي الجديد إن القيادة الفيليبينية الجديدة في عهد الرئيس فرديناند ماركوس جونيور عززت علاقاتها مع الإدارة الأميركية على خلاف الرئيس السابق دوتيرتي الذي شهدت فترته توترات كبيرة مع واشنطن وقد ترجم ذلك في تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين وتزويد مانيلا بالأسلحة والفرق الفنية المختصة بتقديم الدعم اللوجستي والتي كان آخرها نشر قوات أميركية في المنطقة الأسبوع الماضي ولفت إلى أن تعزيز التحالفات لم يقتصر على الولايات المتحدة بل امتد إلى الدول الغربية وهو الأمر الذي أفضى إلى تعزيز القدرات القتالية للجيش الفيليبيني الذي يواجه تحديات كبيرة في المنطقة وبالتالي قد يساهم ذلك كله في تصلب موقف مانيلا مستقبلا بشأن المفاوضات مع بكين ما يعني أننا سنكون أمام خيارين إما أن تقدم الصين تنازلات في نزاعاتها البحرية وهذا مستبعد بحسب قوله وإما أن تذهب إلى مزيد من التصعيد للحفاظ على صورة الردع في المنطقة ومع ذلك يبدو أن بكين تراهن على أزمة الصراع على السلطة في الفيليبين والتصدعات الداخلية التي يواجهها هذا البلد لإخضاعه في ملف النزاعات البحرية فقد علقت وسائل إعلام صينية رسمية الاثنين على الخلافات الداخلية في مانيلا وقالت إن الصراع على السلطة في الفيليبين يشتد إلى حد كبير بسبب القضايا السياسية الداخلية لكنه قد يضيف شكوكا إلى عملية صنع السياسات المستقبلية بشأن القضايا الساخنة الإقليمية بما في ذلك النزاعات البحرية مع بكين في بحر الصين الجنوبي لذلك تولي الأطراف المعنية اهتماما شديدا بتطورات الموقف

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح