الصحفي عدنان الأعجم صوت الحقيقة الذي لا يسكت

عندما تصمت أفواه الرجال، تعلو أصوات الأقلام الشجاعة، وعندما تخفت الأصوات تحت وطأة الترهيب، يبقى هناك من يرفع راية الكلمة الحرة عاليًا، كشعلةٍ تنير درب الحق وتفضح الظلم. فالصحفي المميز عدنان الأعجم، رئيس صحيفة الأمناء، لم يكن اسمًا يُذكر في سجلات الإعلام الجنوبي فحسب، بل هو رمزٌ للصمود، ومدرسةٌ في الاحترافية، وقامةٌ إعلاميةٌ شامخةٌ تتحدى محاولات الإسكات والتهميش.
لقد عرفت الصحفي عدن الأعجم صوتًا صادقًا، وقلمًا أمينًا، وضميرًا حيًا ينبض بقضايا شعبه، مدافعًا عن حقوق أبناء الجنوب بكل ما أوتي من فصاحة الكلمة وقوة الحجة. لم يكن الصحفي عدنان الأعجم يومًا كاتبًا يسعى وراء المكاسب الذاتية، أو يبيع ضميره في سوق المساومات، بل كان – وما زال – رجلًا إعلاميًا يؤمن بأن الحقيقة رأس مال الصحفي، والدفاع عنها هو شرف المهنة.
ومن هنا أقول: إن من يجرؤ على النيل من مهنية الصحفي عدنان الأعجم ورفاقه فهو واهم؛ لأنهم دائمًا ما يمثلون الاصوات التي تزعج المتربصين، والأقلام التي تكشف عورات الفساد، والكتّاب الذين لا يخشون في الحق لومة لائم.
ولأن صحيفة الأمناء تحت قيادة الصحفي عدنان الأعجم لم تكن منبرًا إعلاميًا فحسب، بل كانت مدرسةً صحفيةً مهنيةً ووطنيةً تخرّج منها مئات الأقلام الحرة التي ترفض الانبطاح للظلم، وتقول كلمة لا بشموخ وإباء في وجه كل فاسد. ولأن مواقفه الثابتة في دعم القضية الجنوبية، ووقوفه إلى جانب المشروع الوطني بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي، جعلته في مرمى سهام الحاقدين؛ لكنهم يجهلون – أو يتجاهلون – أن محاولاتهم لإسكاته لن تزيده إلا علوًا، ولن تجعل منه إلا أسطورةً تُروى للأجيال. فالصحفي عدنان الأعجم ليس رجلًا وحيدًا يسهل إسكاته أو ترهيبه، بل هو مشروعٌ صحفيٌ متكامل، خلّف وراءه رفاقًا وتلاميذَ ومحبين، سيرفعون رايته ويحملون رسالته جيلًا بعد جيل. فكما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أن يستجيبَ القدرُ
فالصحافة الحرة إذا أرادت أن تحيا، فلن تقوى كل قوى الظلام على إخماد جذوتها.
رسالة إلى
ارسال الخبر الى: