الصحة العالمية تحذر الخمول البدني يهدد صحة ثلث البالغين
٥٨ مشاهدة
كشفت دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية نشرت اليوم الأربعاء عن أن نحو ثلث البالغين في العالم يعانون من الخمول البدني وهو رقم آخذ في الارتفاع إذ لا يمارسون نشاطا بدنيا كافيا ما يهدد صحتهم البدنية والنفسية وتفوق نسبة هؤلاء 50 في ست دول عربية وتعد الدراسة التي نشرتها مجلة ذي لانسيت غلوبل هيلث متضمنة تقديرات خبراء وخصوصا من منظمة الصحة العالمية هي الأوسع حتى اليوم مشيرة إلى أنه في عام 2022 لم يمارس 31 3 من البالغين أي نحو 1 8 مليار شخص أي نشاط بدني مطابق للتوصيات الصحية أي بزيادة نحو خمس نقاط عما كان عليه هذا الرقم عام 2010 الخمول البدني تهديد صامت للصحة وفي حال استمر الاتجاه الحالي سترتفع مستويات الخمول إلى 35 بحلول عام 2030 وفقا للباحثين ما يعني الابتعاد أكثر فأكثر عن الهدف العالمي المتمثل في الحد من الخمول البدني بنسبة 15 بحلول سنة 2030 لتعزيز الصحة الجيدة توصي منظمة الصحة العالمية البالغين بأداء 150 دقيقة على الأقل من التمارين البدنية المعتدلة خلال الأسبوع كالمشي والسباحة وركوب الدراجات وغير ذلك أو القيام بـ75 دقيقة على الأقل من التمارين البدنية الشديدة خلال الأسبوع كالجري والرياضات الجماعية وغيرها أو بمزيج متكافئ من الأنشطة المعتدلة والشديدة وقال مدير إدارة تعزيز الصحة في المنظمة الدكتور روديغر كريش خلال مؤتمر صحافي إن الخمول البدني يمثل تهديدا صامتا للصحة العالمية معربا عن أسفه لكون العالم لا يتحرك في الاتجاه الصحيح خلافا لما كان يؤمل مشيرا إلى أن الخمول يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان كسرطاني الثدي والقولون والاضطرابات النفسية داعيا إلى عدم الاكتفاء بمشاهدة الأنشطة الرياضية من دون ممارسة أي نشاط بدني وأضاف انهضوا وتحركوا متوسط الخمول البدني لدى النساء 33 8 يفوق المعدل لدى الرجال 28 7 ورأت رئيسة وحدة النشاط البدني في المنظمة الدكتورة فيونا بول أن هذه النتائج بمثابة جرس إنذار موضحة أن لهذه الزيادة الكبيرة في الخمول في العالم أسبابا متعددة من بينها اتساع استخدام وسائل النقل وازدياد الوظائف المستقرة والأنشطة الترفيهية القائمة على الشاشات وشرحت الدكتورة ليان رايلي من قسم الأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية أن قلة النشاط البدني لا تؤثر سلبا في الفرد فحسب بل تمثل كذلك عبئا ماليا على الأنظمة الصحية ويخفي الارتفاع شبه العام في نمط الحياة الخامل في كل أنحاء العالم فوارق جغرافية واجتماعية سكانية حيث احتلت منطقتا آسيا والمحيط الهادئ 48 تليها جنوب آسيا 45 رأس قائمة المناطق التي عانت من قلة النشاط البدني عام 2022 في حين سجلت النسب الأدنى في أوقيانيا 14 وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 22 دولة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض نسبة الخمول بحلول سنة 2030 ويعاني أكثر من 50 من البالغين في عشر دول هي الإمارات العربية المتحدة والكويت وكوبا ولبنان وكوريا الجنوبية وبنما وقطر والعراق والبرتغال والمملكة العربية السعودية من قلة الحركة وفي المقابل تقل النسبة عن 10 في 15 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والدول الغربية الغنية وأوقيانيا وجنوب آسيا وتعزز الدراسة اتجاها آخر وهو أن متوسط الخمول البدني لدى النساء 33 8 يفوق المعدل لدى الرجال 28 7 وفي ثلث البلدان تقريبا تتجاوز الفجوة بين النساء والرجال عشر نقاط مئوية وفي أفغانستان وباكستان وكوبا وغويانا وإيران وجزر البهاماس تصل إلى 20 نقطة على الأقل ويشكل العمر أيضا عاملا في الخمول إذ لوحظت زيادة كبيرة في معدله لدى من تجاوزوا الستين ورأى الخبراء أن تعديل السلوك الفردي لا يكفي لتغيير هذا الواقع بل ينبغي إحداث تغيير في المجتمعات وتوفير بيئات وخصوصا في المدن أكثر ملاءمة للنشاط البدني كالمشي وركوب الدراجات الهوائية وغير ذلك وجعل العمل أقل استقرارا كما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان له إلى إعطاء الأولوية لتدابير جريئة من بينها تعزيز السياسات وزيادة التمويل لتغيير هذا الاتجاه المثير للقلق ورغم الصورة التي رسمتها هذه الدراسة أشار باحثون إلى بعض علامات التحسن في مختلف أنحاء العالم حيث لوحظ في هذا الإطار أن نحو نصف بلدان العالم حققت تقدما في العقد الفائت وأن 22 دولة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في خفض نسبة الخمول بحلول سنة 2030 في حال واصلت تقدمها بالوتيرة نفسها فرانس برس