الصحافيون في غزة يفتشون عن بقية حياة
بين أنقاض المدن المهدّمة في قطاع غزة، يعيش عشرات الصحافيين الفلسطينيين بلا منازلهم، بعد أن دمّرت حرب الإبادة الإسرائيلية بيوتهم ومكاتبهم ومعداتهم، تاركةً إياهم عالقين بين مأساة الفقد اليومي وضغوط المهنة التي لا تتوقف. فحتى بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، لا تزال خيام النزوح والملاجئ المؤقتة هي مأواهم الوحيد، فيما تحوّلت ذاكرة بيوتهم إلى رماد، وذكرياتهم إلى عبءٍ يومي يلاحقهم كلما حاولوا العودة إلى حياةٍ عادية لم تعد موجودة.
بعد أكثر من عامين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يزال عدد من الصحافيين الفلسطينيين يعيشون تفاصيل المعاناة اليومية. خسر هؤلاء منازلهم وذكرياتهم وتفاصيل حياتهم المعيشية، بعدما دمّر الاحتلال بيوتهم ضمن سياسة ممنهجة منذ بداية المقتلة. تتواصل فصول المعاناة التي يمرّ بها الصحافيون إلى جانب أزماتهم المهنية، جراء تدمير مقراتهم الإعلامية ومؤسساتهم الصحافية، ونقص المعدات والأجهزة، واضطرارهم للعيش في الملاجئ والمخيمات والمدارس التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الطبيعية.
وبفعل هذا الواقع القاسي، حُرم كثير من الصحافيين من العودة إلى مدينة غزة بعد فقدانهم كل ما يمكن أن يرجعوا إليه. فحتى مع صعوبة حياة النزوح وانتظار أنباء التوصل إلى اتفاقات تتيح العودة إلى مناطقهم، حال الدمار الكامل لمنازلهم دون ذلك. تقول المراسلة الصحافية فداء حلس إنها أخذت نفساً عميقاً عندما أُعلن وقف إطلاق النار، كأنني أتنفس للمرة الأولى منذ عامين. تضيف: لم أصدق أنني ما زلت على قيد الحياة بعد كل هذا الوجع، وبعد القصف الذي لم يتوقف، والجوع الذي كاد ينهش جسد عائلتي، والخوف الذي سكن قلوبنا ليل نهار. وتتابع حلس حديثها لـالعربي الجديد: عامان من الألم والفقد والحرمان، من الركض بين النزوح والبحث عن مأوى، من الانتظار الطويل تحت خيام لا تقي برداً ولا حراً. ومع ذلك، حين ساد الصمت أخيراً، شعرت بأن الحياة ما زالت تنبض فينا، وأننا سننهض من جديد مهما طال الطريق. وتبيّن حلس أنها فقدت بيتها في معسكر جباليا، إذ دُمّر وفُرّغ من كل شيء، ولم يبق منه سوى السقف وبعض
ارسال الخبر الى: