من لحج إلى الشيخ عثمان رحلة كفاح شاب معاق يبحث عن رأس مال ليحيا بكرامة

32 مشاهدة

على الطريق الممتد من بيت عياض في لحج وحتى سوق الشيخ عثمان في عدن، يمشي رجلٌ في السابعة والأربعين من عمره، يحمل على كتفيه ما هو أثقل من أكياس البامية والكزبرة… يحمل حياته كلها.
إنه فخري محمد قائد، الشاب العازب الذي وُلد بإعاقة خلقية، لا هو وحده، بل يقول بحسرة لا تخلو من رضا: أنا وأخوي وأختي وخالتي… كلّنا ربنا خلقنا بكذا.
هذه الحكاية ليست مجرد قصة بائع خضار يتنقل بين المحافظتين، بل هي قصة صمود، وجرعة إصرار يومية يقدّمها فخري، بعيدًا عن عدسات الكاميرات وضجيج المنابر.
مع الفجر… تبدأ الرحلة
عند الساعة الخامسة صباحًا، بينما ما تزال القرية تعانق سكونها، يكون فخري قد بدأ رحلته اليومية. يرتّب ما تيسّر له من بضاعة: بامية طازجة، كزبرة خضراء، وقلب مملوء بالأمل.
يخرج بخطوات ثابتة رغم إعاقته، تلك الإعاقة التي لم تكن يومًا حاجزًا أمام رزقه، لكنه يعترف أنها أحيانًا تجعل الطريق أطول وأثقل.
في طريقه إلى السوق، يمر فخري على وجوه يعرفها ويعرفونه، يحيّونه بابتسامة، يدعون له بالرزق. وفي كل صباح، يتكرر المشهد نفسه، كأن الزمن يوقّع معه اتفاق وفاء: يبدأ يومه بالتعب، وينهيه بأمل جديد.
في سوق الشيخ عثمان… “يوم فائدة ويوم خسارة”
في قلب سوق الشيخ عثمان الشعبي، وسط ازدحام الأصوات وروائح الخضار، ينصب فخري بسطته الصغيرة.لا يحتاج إلى الكثير من المساحة… لكنها بالنسبة له مساحة حياة.
يقول وهو ينظم بضاعته بعناية:البيغ يوم فائدة ويوم خسارة… بس ما بش غير ذا الرزق، نعيش منه ونقول الحمد لله.
أحيانًا يبيع كل شيء قبل الظهر، وأحيانًا يعود إلى لحج محمّلًا ببعض الخضار التي لم تجد من يشتريها.
لكن رغم ذلك، لم يفكر يومًا أن يتوقف. “لو جلست في البيت من بيصرف عليّ؟” يقولها ببساطة تُشبه بساطة قلبه.
الإعاقة… ليست إلا تفصيلًا في القصة
من يتحدث مع فخري لأول مرة قد لا يدرك حجم الإعاقة التي يصارعها يوميًا.
هو لا يشكو، ولا يرفع صوته ليطلب مساعدة، بل يقول بواقعية:
ربي عطانا ابتلاء…

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح