الشنفرة ومسمار جحا

130 مشاهدة

بقلم/ علي سيقلي

في بلاد العجائب، لا شيء يُدهش، لأن العجب صار هو القاعدة، والمنطق هو الاستثناء.
خذ مثلاً حكاية “المناضل العقاري” صلاح الشنفرة، يصرخ من أعلى المنابر “نريد استعادة الدولة الجنوبية” فيما هو شخصياً لا يريد أن يُعيد فيلا لا تخصه.

اقرأ المزيد...

فيلا واحدة يا جماعة، ليست محافظة ولا ميناء ولا معسكر. مجرد فيلا في جزيرة العمال بعدن، تخص مواطن مغلوب على أمره، أيا كان إسمه، لكن المناضل استولى عليها كأنما استعاد من خلالها دولة الجنوب، وجلس فيها بكل طمأنينة، وكأنها حق من حقوقه المكتسبة وولدت باسمه في سجل غول سبولة العقاري.

الرجل يتحدث عن استعادة دولة، بينما يعجز عن استعادة ضميره من فيلا مغتصبة.
يطالب بتحرير الجنوب، فيما هو محتل لبيت مواطن من عامة الشعب.
الشنفرة يرى الوطن كله له، لكنه لا يرى لصاحب الفيلا حق رؤيتها من بعيد.

أي منطق هذا؟
كيف لمن لا يؤمن بحق فرد في بيته أن يقنع الناس بحق شعب في دولته؟
كيف لمن يرفض الخروج من فيلا مغتصبة أن يقود مشروعاً لتحرير وطن كامل؟

الشنفرة ليس حالة فردية، بل نموذج مصغر لطريقة تفكير البعض:
الوطن بالنسبة لهم “غنيمة”، لا “قضية”.
والتحرير بالنسبة لهم “شعار”، لا “سلوك”.
والنضال بالنسبة لهم “مكسب شخصي”، لا “مسؤولية عامة”.

إن كان الرجل صادقاً في دعوته لاستعادة الدولة، فليبدأ بتسليم مفاتيح باب الفيلا للدولة، ليثبت أنه يفرق بين الوطن وبين بيت المواطن.
حينها فقط، قد نصدق أنه يريد أن “يحرر الجنوب”، لا أن يفرشه بجريمة نهب فيلا ليس له فيها قيمة حبة بردين.
لأن المنطق يقول: من يتمسك بحق غيره بقوة القبيلة، لن يبني دولة.
ومن يحتل بيتاً، لا يحق له أن يحدثنا عن الحرية.
الخلاصة:
“يا صلاح، خلاص، خذ الدولة، بس بشرط تعيد الفيلا لصاحبها وسكهنا خراطك الثوري.”

بقلم/ علي سيقلي

في بلاد العجائب، لا شيء يُدهش، لأن العجب صار هو القاعدة، والمنطق هو الاستثناء.
خذ مثلاً حكاية “المناضل العقاري” صلاح الشنفرة، يصرخ من أعلى المنابر

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح