من دموع الشمس إلى بورصات نيويورك حكاية الذهب الذي شكل اقتصاد العصور

14 مشاهدة
يمن إيكو|قصة اقتصاد:

في صباح البشرية الأول، حين كان الإنسان يراقب ضوء الشمس يتكسّر فوق جريان المياه الناعم انسيابها، لمع أصفر الذهب ليصنع مجرى التاريخ، ومن تلك الشرارة الأولى، التي التقطها أسلافٌ مجهولون قرب مدينة تبليسي الجورجية قبل خمسة آلاف عام، بدأت حكاية المعدن الذي صعد من طبقات الأرض إلى صدارة الاقتصاد العالمي، وتحوّل من زينة الملوك إلى مرآة لثقة الأسواق في زمن الحروب والأزمات.

يوم اكتشف منجم “ساكدريسي” بجورجيا، صدفةً أثناء حفر مقبرة قرب العاصمة الجورجية، بدا المشهد أقرب إلى سردية أسطورية: عظام عمّال مناجم قدامى، قطع فخار، رمال تحمل آثار ذهب لا يُرى بالعين المجرّدة، هناك، تحت خمسين متراً من الصخور، بدأت باكورة الصناعة التي ستصبح معياراً للقيمة عبر العصور.

وما إن كشفت الحفريات عن ورش صهر قديمة، وأحجار طاحون أنهكها احتكاك الخامات، حتى ظهر أن سكان تلك المستوطنة التي امتدت لستين هكتاراً لم يكونوا مجرد باحثين عن رزق، بل روّاد اقتصاد معدني ناشئ عَرَف مبكراً معنى التحويل والتخصّص وتقسيم العمل.

مكانة الذهب لدى البشر
ومنذ العصور الأولى لاكتشافه ظل معدن الذهب يكتسب قدسيته من ندرته، ولعل أبرز أدلة سر مكانته العالية لدى البشر، ما حملته المراجع التاريخية من فرائد سيرته العجيبة التي حفلت بها الأساطير؛ من “دموع الشمس” لدى الإنكا، إلى “جلد الآلهة” في الحضارات الشرقية، إلى وصف هوميروس له بـ“مجد الخالدين”.

ومع أولى الحضارات النهرية، دخل الذهب حسابات السلطة؛ ففي مصر القديمة ساوى الملك مينا بين وحدته واثنين ونصف من الفضة، مؤسّساً أول معيار تسعيري للمعدن النفيس.

ولأن الذهب لا يصدأ، صار الذاكرة المعدنية للأمم، فقد بُنيت ممالك وانهارت أخرى حول طرق الوصول إليه، ولم تكن حمى الذهب في البرازيل أو كاليفورنيا إلا فصولاً جديدة من رحلة البحث عن الثروة، حيث امتزج الجشع- كمحرك رئيسي لتقاطر البشر إلى مناطق الذهب- بالهجرة الضخمة من قارات مختلفة، فنتج عن عاملي الجشع والهجرة، تغير اجتماعي واقتصادي جذري في أماكن الاكتشاف، واستولدت تبعاً لذلك الأسواق الحديثة، في تلك التجمعات الحضرية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمن إيكو لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح