الشماليون وهاجس اجتياح الجنوب
١٢٠ مشاهدة
المرصد_خاص
بقلم: عصام مريسيلطالما ظل هاجس الشماليين في اجتياح أرض الجنوب يدندن طموحاتهم الاستيطانية ولم تقف تلك الدندنة عند الطموحات والاحلام بل في كثير من الاوقات والمراحل التاريخية والأزمنة المتفاوتة تحولت تلك الدندنة والاوهام إلى تحركات عسكرية مسبوقة بتدفق سيل بشري يتغلغل في الشارع الجنوبي ليغير كفة الميزان الديمغرافي للتركيبة السكانية لشعب جنوب اليمن.
فقد كانت البدايات لتنفيذ المشاريع العدوانية التي تهدف إلى السيطرة على أرض الجنوب منذ أزمنة ما قبل الميلاد حيث كان الجنوب وبالاخص عدن ثغر البلاد عرضة للغزو والرغبة في السيطرة عليها استفادة من موقعها الجغرافي وبداية الانتشار الاستيطاني في سائر الارض الجنوبية لكن طالما ما يسقط ذلك الهاجس تحت أقدام الدفاعات الجنوبية التي تستميت في الدفاع عن حياض الوطن الجنوبي وعاصمته الابدية و ثغره عدن.
وفي العصر الراهن ومع نهاية القرن الماضي تعرض جنوب اليمن لوعكة سياسية بعد أحداث الثالث عشر من يناير عام١٩٨٦بعد خلافات رفاق الكفاح وانقسامهم فريقين زمرة وطغمة وخروج الزمرة الى أرض الشمال فاره بعد خسارتها ففتح نظام الشمال ذراعيه للفريق المهزوم ليس حبا ولكن للاستفادة منه في مراحل لاحقة وظل يعزز من الخلاف ويلعب على الجانبين خاصة وأن السلطة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قد وسدت بعد انتكاسة يناير إلى قيادة قليلة الخبرة فلم يكن علي سالم البيض الشخصية القيادية المحنكة التي تستطيع الخروج بالبلاد من الازمة نحو الانتصار وبنفسيته المضطربة سريعة الانفعال قاد أرض الجنوب نحو الانهيار بقرار انفرادي نحو وحدة منتقصة فكان نظام الشمال يتحين الفرصة ويعد العدة لامتلاك أرض الجنوب في ظل ضعف النظام القائم على إدارته فسلمت مفاتيح البلاد على طبق من ذهب لنظام الشمال الذي لم يفوت الفرصة فراح يفكك كل قوة الجيش الجنوبي ويمزق لحمته يقطع أوصاله في أرض الشمال ويشتري من يستطيع من القادة إضافة الى الوحدات العسكرية التي قد اشترى ولائها بعد انكسارها في أحداث يناير ١٩٨٦م فمكن من تواجدها ومنحها المناصب والرتب وهو يعدها لليوم الموعود الذي يجتاح فيه أرض الجنوب فتكون
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على