وحدة الشعوب العربية في مواجهة التشرذم وصناعة الوكلاء

35 مشاهدة

بقلم/ محمود كامل الكومي
لا ينبغي علينا كشعوب عربية أصيلة أن ننساق خلف نزعات التفرقة والتشرذم التي تُسَوَّق إلينا بحنكة الماكرين وتخطيط المستعمرين الجدد ، ممن جعلوا من بعض حكامنا أدوات طيّعة في أيديهم، أوكلاء محليين لمشاريع الرأسمالية المتوحشة والتحالف الصهيو-أمريكي، الذي يسعى إلى تفتيت ما تبقى من حلم العروبة.
إن ما نشهده من تصدعات سياسية وانقسامات اجتماعية بين شعوب أمة واحدة، ما هو إلا انعكاس مباشر لسياسات مملاة على حكومات فقدت إرادتها الوطنية، وأضحت مجرد واجهات شكلية لمخططات استعمارية جديدة تتخذ من فرق تسد عقيدة ومن التطبيع سبيلاً.
لقد آن الأوان أن تدرك الشعوب العربية حجم المؤامرة الكبرى التي تحاك في دهاليز السياسة الدولية، مستهدفة قواها الحية، وهويتها الجامعة، وثرواتها المبددة. وآن لها أن تنهض برؤية موحدة، تصوغها القوى الوطنية الحرة وأنصار التحرر القومي، ممن لم تفسدهم موائد السلطة ولا رهانات الأجنبي.
إن طريق الخلاص واحد، هو وحدتنا العربية، وحدة تقوم على مبادئ التحرر والاستقلال التي أرساها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وجعل من القومية العربية مشروعًا حضاريًا لا يستمد قوته من الشعارات، بل من ارتباطه بالشعوب وهمومها، ونضاله ضد الاستعمار والاستغلال.
لقد كان عبد الناصر نصيرًا لكل قوى التحرر العالمي، مدّ يده إلى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وصار صوت القاهرة يُسمَع في هافانا وهانوي، تمامًا كما كانت بيروت ودمشق والجزائر وتونس وطرابلس الغرب والخرطوم وصنعاء وبغداد تتنفس حلم العروبة الوحدوي.
إن هذه الرؤية الوحدوية ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة استراتيجية لبقاء الأمة، فلا أمن عربي دون وحدة، ولا تنمية دون تكامل، ولا كرامة دون استقلال الإرادة.
فلنُحيِ روح عبد الناصر فينا، ولتكن المقاومة مشروعنا، والوحدة مصيرنا، والشعوب العربية جسدًا واحدًا في وجه الطامعين والمطبعين والوكلاء.
كاتب ومحامي-مصري

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح