عن الشرير الذي تحول إلى ملاك

فوجئت بمدير المدرسة يجذبني بقوة إلى الفصل بعد كنا نرتشف الشاي في الظل بجوار المدرسة.!
2a05:d012:12a:b100:1ed9:c56e:8112:ff58
قلت مستغربا:
_ إيش حصل يا أستاذ؟!
أشار من نافذة الفصل إلى رجل مسن متقلدا سلاحه وهو يتلفت حوله، وجهه يكاد يشتعل من شدة الغضب.!
وبطش بي الفضول فسألته:
_ من هذا يا أستاذ؟
_ المدبر.
_ المدبر؟!
وأندفع يروي لي قصة غريبة لم تكن تخطر ببالي.!
_ هذا عبد اللطيف راشد وقد جنى هذا العام الكثير من العسل البلدي، وعشرات البراميل من الذرة، كما تكاثرت حيواناته بشكل غريب.!
قاطعته:
_ يعني الرجل مرتاح فلماذا يغضب وتخاف منه؟!
_ هي هذه المشكلة. فعندما يجني الكثير من العسل والذرة وتكثر أمواله يفتعل المشاكل مع أي شخص وبدون أي سبب، ثم يطلق النار عليه ثم يذهب ويعالجه.
بعدها يدفع أمواله للشيخ وأهالي الجريح وللعسكر وللمسؤولين ولا تهدأ الحالة الجنونية التي تنتابه الا بعد أن يبيع آخر علبة عسل وآخر قدح ذرة وآخر خروف.!
_ هذا مجنون رسمي.!
_ هو مجنون فقط عندما تكون لديه أموال فهو لا يعرف أين يذهب بها؟ فليس لديه أولاد ولا أقارب الا زوجته العجوز المغلوبة على أمرها.
_ وعندما تنتهي أمواله؟!
_ عندما يستنزفونه حتى آخر ريال يصبح أعقل من لقمان الحكيم.!
_ عجييييب.!
في اليوم الثاني وأثناء حصة الجغرافيا فوجئت بعبداللطيف راشد يقتحم الفصل وهو متقلدا سلاحه ويده على الزناد ويسألني بدون مقدمات:
_ ما هذا الذي تدرسه للأطفال؟!
سقط قلبي من الخوف وجف ريقي وثقلت لساني فهذا المجنون يكاد يطلق الرصاص علي.!
ثم تماسكت وأجبته:
_ جغرافيا يا عم عبداللطيف.
ثم قلت للطلاب:
_ قيام كلكم احتراما لعين أعيان المنطقة الشيخ عبداللطيف راشد.
وقف الطلاب فرأيت الابتسامة تملأ وجهه.
فأمرتهم بالجلوس وأسرعت وقدمت له الكرسي ليجلس.
لم أدعه يتكلم فقد رفعت صوتي وقلت:
_ يا طلاب سأسألكم أسئلة والذي سيجيب سيعطيه الشيخ عبداللطيف رئيس مجلس الآباء جائزة.
وغمره السرور والحماس فقام هو يسألهم:
_ ما هي عاصمة مصر؟
_
ارسال الخبر الى: