في زيارة الشرع البيت الأبيض
تغيّر شكل العلاقة السورية الأميركية منذ اليوم الذي أعقب سقوط نظام الأسد (الهارب)، وكان واضحاً منذ لحظة وصول الفصائل المعارضة إلى ساحة الأمويين في دمشق، أن العلاقة مع إيران قد انكسرت، وهو طريق لتغيير العلاقة مع واشنطن، الأمر الذي تحقّق بالفعل، وبخطوات متسارعة. وزاد من تسارعها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ثمّ تعيين توم برّاك مسؤولاً أوّلَ عن الملفّ السوري، إضافة إلى وظيفته سفيراً للولايات المتحدة في تركيا، وهي المهمّة التي جعلت نافذته على سورية واسعةً، وسعى، بحكم موقعه من الملفّ السوري، وموقفه من الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، إلى نحت شكل آخر للتعامل الأميركي السوري. وأدركت القيادة الجديدة في دمشق أهمية هذه العلاقة في إعادة بناء سورية على المستويات كلّها، وكان الطبيعي أن يبدأ بالإصلاح السياسي. فسورية حتى اليوم الأخير للأسد كانت ترزح تحت كومةٍ ضخمةٍ من العقوبات المتنوّعة (يعود أولها إلى أواخر السبعينيات).
معظم تلك العقوبات أميركي المصدر، وما تبقى منها يحظى بدعم أميركي كامل، وإزالتها هدفٌ أوَّل للشرع، الذي سعى فور توليه المنصب إلى المطالبة برفعها الفوري، وكرّر تلك المطالبة وزير خارجيته أسعد الشيباني. ويستلزم الرفع بطبيعة الحال موافقة الإدارة الأميركية، التي كانت حاضرة بالفعل، وبدأت بإزالتها بالتدريج. وفي الطريق، وجد الشرع نفسه وجهاً لوجه مع الرئيس ترامب في الرياض، حيث كانت مناسبة ذهبية ليطرح رئيس سورية نفسه بصورة مختلفة، وسيكون لدى الشرع غداً الاثنين فرصةٌ ثانيةٌ للقاء ترامب، وقد يشكّل هذا مناسبةً أخرى لرفع ما تبقّى من عقوبات.
لم يكن العامل الإسرائيلي غائباً عن العملية كلّها، فكانت حكومة إسرائيل على مقربة من المشهد، ترى كيف تحرّرت سورية وأصبحت على خطوة واحدة من العلاقات الكاملة مع الولايات المتحدة. لم تحاول إسرائيل تخريب تلك الجهود علناً، فقد كان التقارب واضحاً ويصعب وقفه، تدخّلت في تفصيلاته دول إقليمية رأت مصلحةً لها في عملية إعادة دمج سورية بمحيطها، وتقديمها إلى أميركا بصورتها الجديدة، وفي مقدّمها أحمد الشرع. لكن بما لديها من حظوة، أرادت إسرائيل أن تجعل التقارب يجري
ارسال الخبر الى: