السيد حسن نصر الله حين ارتقى القائد وبقيت الراية

26 مشاهدة

يمني برس – بقلم – عادل حويس

في حضرة القامة ينحني القلم قبل السطور ويغدو الحرف جندياً في محراب الشهادة.
ليس من السهل الكتابة عن رجل تحول من شخص إلى فكرة ومن قائد إلى معادلة ومن صوت إلى ضمير.

ففي ذكرى استشهاد السيد حسن نصر الله نحن لا نرثي جسداً غاب بل نكتب في حضرة مشروع كامل لا يزال يزهر على حدود الكبرياء ويتجذر في وجدان كل حرٍ طلق آمن بعدالة قضيته.
لقد كان الرجل ومنذ نعومة وعيه.. مشروع مقاومة. نشأ بين ضيق الحال وسعة الإيمان وبين برد النزوح ودفء اليقين. لم تكن نشأته رفاهية مدن بل مخاض جنوب عجن بالألم والصبر والرجاء. ومن هناك من برج حمود إلى البازورية فالنجف فقم، تشكلت ملامح القائد الذي سيعيد ترتيب مفاهيم النصر والخسارة ويكتب بدمه معادلة جديدة في كتاب الصراع.

السيد.. حيث تنطق الصمت وتخرس العدو
لم يكن السيد نصر الله خطيباً عادياً يثير العواطف ويداعب الغضب العربي النائم بل كان من طينة القادة الذين يسبقون كلامهم بالفعل ويأتون بالحجة بعد الصاروخ وبالخطاب بعد الردع. كان صوته في زمن الانكسار العربي أشبه بنبوءة تعيد للأمة توازنها النفسي وتقول للمحتل: نحن هنا.. ولن نغيب.

في خطب تموز لم يكن يقرأ نصاً بل كان يكتب تاريخاً ويوزع جرعات من الكرامة على أمة أُريد لها أن تصاب بضمور في الإرادة وشلل في الإرث المقاوم. قالها بثقة:
“إنهم أوهن من بيت العنكبوت” ثم أثبتها بالحديد والنار والدم.

الشهيد الذي حول الهزيمة إلى ثقافة انتصار
ليس غريباً أن يكون استشهاد السيد نصر الله محطة كبرى لا تقاس بالحزن بل بالمعنى. ففي زمنٍ تغتال فيه الحقائق وتشترى القضايا جاء استشهاده ليؤكد أن هناك رجالاً لا يبدلون تبديلاً وأن مدرسة الشهادة ليست استثناءً، بل هي الأصل في زمن الغياب العربي.

لقد انتصر السيد في حياته وانتصر في استشهاده. انتصر عندما أعاد جنوب لبنان إلى حضن السيادة دون اتفاقيات إذعان ولا جلسات تفاوض طويلة على طاولة المساومات. وانتصر حين بنى

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح