حاجات السوريين أزمة تتجاوز إمكانيات الدولة والمساعدات المحدودة
لم تعد المساعدات المحدودة مجرد مساندة مؤقتة بالنسبة لمئات آلاف العائلات السورية، بل وسيلة للبقاء، خاصة مع ارتفاع الأسعار والبطالة ونقص الموارد وتقلص الدعم الدولي وتراكم الأزمات.
تحت أشعة الشمس الحارقة تقف فاطمة العزيز (45 سنة) رفقة أطفالها الثلاثة، أمام مدخل جمعية خيرية في ريف دمشق، بانتظار دورها للحصول على سلّة غذائية. تمسح عرق جبينها بيدٍ، وتمسك طفلها بيدها الأخرى كي لا يضيع وسط الزحام.
وتقول فاطمة (أم محمد) لـالعربي الجديد: المساعدات التي نتلقاها لا تكفي، لكنها تساعدنا على الصمود. زوجي مريض لا يعمل، وأنا أبحث عن أي فرصة، ولو حتى في تنظيف المنازل، لكن الفرص معدومة. حتى في الصيف لا نملك براداً لحفظ الطعام، وأحياناً يفسد الأكل قبل أن نطبخه، وحتى لو امتلكنا البراد تبقى المشكلة بانقطاع التيار الكهربائي. نعيش على القليل، ونحسب كل لقمة يأكلها أطفالنا.
أما في حلب شمالي سورية، فيعيش بسام عبد المنعم (53 سنة) مع زوجته وأولاده في منزل نصفه مهدّم بلا سقف، يغطّونه بقطع من القماش والبلاستيك للاحتماء من الشمس. وعلى الرغم من حصوله على دعم نقدي بسيط من إحدى الجمعيات المحلية، لكنه بالكاد يغطي تكاليف الخبز والدواء. ويقول بسام (أبو أحمد) لـالعربي الجديد: المساعدات تبقينا على قيد الحياة، لكنها لا تغيّر حياتنا. وكل يوم أحسب الأمور ويتكرّر في ذهني السؤال ذاته، هل أشتري الدواء لزوجتي المريضة أم الخبز لأولادنا الجائعين؟ وقد فاقم فصل الصيف من معاناتنا، إذ إنّ الحرّ شديد والمياه محدودة، وحتى شراء الثلج لحفظ الطعام أصبح رفاهية قياساً بقدراتنا المادية.
في أحد المخيّمات قرب إدلب شمال غربي سورية، تجلس أم خالد (37 سنة) مع أطفالها الثلاثة في خيمة مهترئة تزداد حرارتها مع شروق الشمس، وتروي لـالعربي الجديد تفاصيل معاناتها، قائلةً: نستيقظ فجراً قبل أن تشتدّ الحرارة، ننتظر صهريج المياه الذي قد يأتي مرة كل ثلاثة أيام. أطفالي يمرضون من قلة النظافة وشدّة الحرّ، بينما تبقى المساعدات ضئيلة. الصيف عندنا أصعب من الشتاء، لا ظلّ ولا مياه باردة ولا
ارسال الخبر الى: