السوري ثائر نقار مقاومة مصاعب النزوح المتكرر بأدوات الحلاقة

٣٥ مشاهدة
كحال آلاف السوريين كان النزوح المتكرر رفيق الثلاثيني ثائر نقار وأسرته بحثتا عن حياة أفضل وشيء من الاستقرار والأمان حيث ينحدر النقار من قرية جب كاس بريف حلب الجنوبي التي تعرضت منذ بداية الحرب السورية لكثير من القصف كغيرها من المدن السورية الثائرة حالت الحرب بين نقار وبين تعلم مهنة يعيش من خلالها فكثيرا ما كان ينزح وعائلته نزوحا مؤقتا بحثا عن الأمان كلما اشتد القصف على القرية حتى نزح النزوح الأخير هو وجميع ساكني القرية عندما سيطرت قوات النظام السوري عليها منذ حوالي خمسة أعوام تنقل ثائر نقار بين عشرة مخيمات حتى وصل حاليا إلى مخيم وطن قرب قرية كفر جالس في محافظة إدلب شمال غربي سورية حيث تعرضت مخيمات نزوحه السابقة للقصف أو غادرها كونها تقع في منطقة جبلية بعيدا عن المدن أو الأراضي الزراعية التي يمكن أن توفر له فرصة عمل بصفة عامل مياومة في المواسم الزراعية مما كان يضطره إلى المكوث من دون عمل كحال مئات الآلاف من السوريين قاطني المخيمات يبلغ ثائر نقار ستة وثلاثين عاما ويمتهن حديثا الحلاقة والتي تعلمها منذ بضعة أشهر فقط عن طريق دورة تدريبية قدمتها إحدى المنظمات الإنسانية العاملة شمال غربي سورية في إطار دعم المشاريع الصغيرة ورغم بساطة مشروع النقار إلا أنه يعتبره إنجازا كبيرا في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها في المخيم فقد كابد كثيرا من المصاعب حتى تمكن من إتقانها وافتتاح صالونه البسيط حتى إنه كاد يترك الدورة التدريبية قبل انتهائها لعدم توفر أجرة الطريق في العديد من المرات جهز النقار صالونه بأبسط الأدوات واختصرها قدر الإمكان لضيق الحال فهي عبارة عن كرسي الحلاقة ومقص ومشط وموس إضافة إلى ماكينة حلاقة كهربائية ولكي يستطيع شحنها وضع على سقف الصالون البسيط لوح طاقة شمسية وداخل الصالون بطارية للشحن لتشغيل المروحة البدائية التي صنعها بنفسه لتلطيف الجو بالإمكانات البسيطة في مخيم يعاني جميع ساكنيه ارتفاع الحرارة صيفا بنى ثائر نقار صالون الحلاقة ببعض الطوب والألواح المعدنية حيث لا تتجاوز مساحته السبعة أمتار مربعة يجاوره كرفان يعيش فيه مع عائلته المكونة من زوجته وخمسة أطفال واصفا حياته في مخيم وطن رغم قساوتها بأفضل ما وصل إليه بحسب تعبيره ومع هذا يعيش الكثير من التحديات كغيره من سكان المخيم سواء بتأمين لقمة العيش أو تعليم الأطفال أو الصحة العامة يقول النقار لـالعربي الجديد زوجتي تتقن مهنة الخياطة وتساعدني في تأمين مصاريف العائلة لكن عملها ليس كافيا بالقدر الجيد وتسبب كثرة النزوح للبحث عن الأمان وعدم الاستقرار من دون قدرتها على تطوير عملها ولم تستطع كسب زبائن دائمين مضيفا رغم قساوة الحرب نحب الحياة والعمل ولا نعتمد على المساعدات الإنسانية التي أصبحت نادرة هذه الأيام كي نعيش بعزة نفس ثائر نقار الحياة جميلة رغم صعوبتها صحيح أن النقار افتتح صالونه وبدأ العمل ويقصده رجال المخيم وأطفاله لكنه في النهاية صالون بسيط بين ناس بسطاء يجمعهم ضيق الحال المدة الزمنية بين حلاقة وأخرى لا تشبه الحالة الطبيعية في باقي المجتمعات كما أن أجرة الحلاقة أقل ما هي عليه في أي مكان آخر ولكنها تبقى أفضل من عامل مياومة والتي لا يمكن أن تتجاوز الثلاثة دولارات أميركية يرى النقار حاليا الحياة جميلة رغم صعوبتها لأنه يعمل محافظا على كرامته يقاوم الحياة القاسية بالمشط والمقص وزوجته بالماكينة والخيط وبهذا يربون أطفالهم ويؤمنون لهم ما استطاعوا من متطلبات الحياة من غذاء وعلم وصحة ولكنه يرى أيضا أنه يمكن تأمين حياة كريمة لأطفاله كما يجب فحياة الخيام والتهجير قاسية جدا ولا يمكن أن يشعر فيها تماما إلا من عاشها

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح