السودان غضب الطبيعة والقتال

35 مشاهدة

المأساة، التي يفترض أن توحّد القلوب وتدفع الأطراف المتحاربة إلى هدنة إنسانية على الأقل، كشفت عكس ذلك: برود رسمي، تفاعل هش، وتوظيف سياسي يضع حياة الناس في المرتبة الثانية.

بين الفاجعة الإنسانية وردود الأفعال المحلية والدولية، يطرح سؤال مركزي نفسه: هل تكون هذه الكارثة نقطة تحول تدفع السودانيين إلى مراجعة خياراتهم العسكرية، أم أنها مجرد مأساة أخرى تذوب في ركام حربٍ لا تعرف التوقف؟.

كارثة طبيعية فوق كارثة الحرب

لم تكن يوماً بعيدة عن المآسي، فهي بؤرة الصراع السوداني منذ عقدين، لكن هذه المرة لم تكن البنادق ولا المدافع من قتلوا الأبرياء، بل الأرض نفسها.

الذي وقع فجأة ابتلع قرية بأكملها، ليتحول المشهد إلى مأساة مزدوجة: حرب قائمة تحصد الأرواح، وكارثة طبيعية تضيف آلاف المنكوبين.

ماهر أبو الجوخ، الكاتب والباحث السياسي السوداني، وصف خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية هذه الكارثة بأنها جرس إنذار، ليس فقط بسبب حجم الخسائر البشرية، بل لما أظهرته من هشاشة الدولة السودانية وانعدام القدرة على الاستجابة السريعة، حتى في مواجهة كوارث طبيعية تفوق الإمكانيات المحلية.

غياب الاستجابة الرسمية

رغم هول الفاجعة، جاء التفاعل الرسمي ضعيفاً ومشتتاً. أبو الجوخ اعتبر أن ردود الفعل عكست بوضوح التنازع على الشرعية بين السلطات المتنافسة.

فبينما كانت سلطة نيان الأسرع في إعلان موقفها، بدت سلطة بورتسودان أقل اكتراثاً، واكتفت بتصريحات إعلامية محدودة دون خطوات ملموسة لإغاثة المنكوبين أو إعلان المنطقة منكوبة رسمياً.

في الظروف الطبيعية، كما يقول أبو الجوخ، كانت أي حكومة في العالم ستسارع إلى إعلان الطوارئ، طلب المساعدات الدولية، وإرسال فرق إنقاذ عاجلة. لكن ما حدث في دارفور كشف العكس: حسابات سياسية تطغى على الواجب الإنساني، وصراع على الشرعية يتقدم على سلامة المواطنين.

الشرعية المفقودة.. السياسة فوق الإنسان

تساؤل جوهري يطرحه أبو الجوخ: هل الشرعية التي تبحث عنها الأطراف السودانية مرتبطة بخدمة المواطن وحمايته؟ أم أنها مجرد إطار سياسي لإثبات القوة وفرض الأمر الواقع؟

الإجابة، كما يظهر من ضعف التفاعل، تميل نحو الخيار الثاني.

الأطراف

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع اسكاي نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح