السودان سيطرة غلاء السلع وشح المعروض يهزان الأمن المعيشي
٨٧ مشاهدة
وصل غلاء السلع الغذائية في السودان إلى أرقام قياسية في ظل ظروف معيشية صعبة في مختلف الولايات حيث اختفت معظم السلع في كثير من الأسواق وارتفعت أسعار بعضها إلى أكثر من 500 مع استمرار الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش في عدد من المحاور والولايات وإغلاق معظم الطرق وصعوبة إيصال السلع والمساعدات الإنسانية إلى كثير من المواطنين وفي هذا الصدد يشكو مواطنون من ولاية الخرطوم لـالعربي الجديد من غلاء السلع الغذائية وندرتها ومنهم محمد إسماعيل الذي قال إن سعر جوال السكر زنة 50 كيلوغراما ارتفع إلى 170 ألف جنيه ليباع الكيلو بأربعة آلاف جنيه مع وجود ندرة في دقيق المخابز حيث زاد غلاء سعر جوال الدقيق زنة 25 كيلوغراما إلى نحو 70 ألف جنيه مع اختفاء العدس والأرز ليبلغ سعر جوال العدس زنة 20 كيلوغراما 75 ألف جنيه والأرز 50 ألفا وقد ثبتت أسعار العملات عند مستوياتها التاريخية في تعاملات السوق السوداء أمس الأربعاء حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 1940 جنيها للبيع و1920 للشراء أما ولاية شمال دارفور التي تشهد توترات أمنية فقد توقفت حركة الشاحنات وانتشر غلاء أسعار السلع بنسب كبيرة خصوصا السكر حيث وصل جوال السكر إلى 200 ألف جنيه ووصل سعر جوال الدقيق إلى 60 ألفا مع اختفاء عدد من السلع الأخرى واستقرار أسعار بعضها مثل المنتجات المحلية كالبصل والفواكه والخضروات وتحدث مواطنون لـالعربي الجديد عن استيلاء قوات الدعم السريع على عدد من الممرات الواصلة إلى المدينة والمدن الأخرى على أثر حركة الشاحنات ودخول البضائع إلى الولاية خصوصا تلك التي تأتي عبر الحدود الليبية إلى المدينة ويقول المواطن سعيد بابكر إن انعدام الأمن والرسوم الكبيرة التي تفرضها تلك القوات أديا إلى تقويض الحركة التجارية ما انعكس على ارتفاع الأسعار وندرة سلع عديدة في ظل حركة النزوح الكبيرة مواطنو ولاية الجزيرة أشاروا بدورهم لـالعربي الجديد إلى صعوبة الحصول على السلع الغذائية حيث تظل قوات الدعم السريع تسيطر على كل المنافذ باتجاه بقية الولايات ما أدى إلى توقف الأعمال والزراعة بصورة خاصة وقالوا إن المحاصيل المخزنة لم تجد طريقها إلى الأسواق مع صعوبة الحصول على سلع السكر والزيت والبصل والدقيق وإن أغلب السلع التي تدخل إلى الولاية تأتي بأسعار مرتفعة تفوق طاقة المواطنين نتيجة الرسوم وارتفاع أسعار الوقود وتعتمد معظم ولايات السودان على ورادات السلع من الخارج ومع تدهور الأوضاع الأمنية ومنع وصول الشاحنات من الميناء الرئيسي في بورتسودان أو عبر المنافذ الحدودية مثل معبر الكفرة الليبي أو عبر ولايات غرب البلاد فإن تأخر وصول الشاحنات بسبب الاحتجاز واستمرار الاشتباكات أو دفع رسوم باهظة لتمريرها كل ذلك له كبير الأثر في حياة سكان ولايات غرب البلاد حيث شهدت ولاية غرب كردفان ندرة مفاجئة في أسعار السلع التموينية بسبب تأخر وصول شاحنات البضائع من كردفان إلى غربها نتيجة احتجازها خلال الاشتباكات الأخيرة بين الجيش والدعم السريع وفي ولاية النيل الأبيض وسط شكا مواطنون ارتفاع أسعار المواد الغذائية ما فاقم ظروف المعيشة على المواطنين وعزا تجار أسباب زيادة الأسعار إلى أزمة الوقود التي تواجهها الولاية منذ أشهر فضلا عن بعد مسافة نقل البضائع إلى الولاية بسبب الحرب المستمرة وفي السياق قال التاجر إسماعيل مكاوي لـالعربي الجديد إن هناك زيادة في أسعار المنتجات الاستهلاكية اليومية مثل اللحوم والسكر والزيوت والعدس مع ارتفاع أسعار اللحوم بأنواعها بسبب غياب الاستيراد وتوقف حركة نقل الماشية التي تعرض الكثير منها للعرقلة أو للنهب والسرقة وفي غضون ذلك تعيش ولاية شرق دارفور غرب أوضاعا معيشية خانقة بسبب انعدام الوقود وتوقف الشاحنات وقال المواطن آدم إسحق لـالعربي الجديد إن الأوضاع الاقتصادية في تدهور بسبب الحرب التي ساهمت بقوة في رفع أسعار المواد الاستهلاكية من الدقيق والمشتقات البترولية وتعتبر هذه من الولايات الحدودية مع دولة جنوب السودان التي تظل تستورد بعض السلع منها لكن ارتفاع سعر الدولار الأميركي مقابل عملة دولة الجنوب أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية القادمة منه إلى الداخل السوداني وهو ما سبب أزمة عميقة يكابدها معظم مواطني دارفور