السودان احتدام معارك الفاشر والجزيرة والمسيرات تفتح جبهة جديدة
٥٩ مشاهدة
تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان لكنها تتركز بصورة أكبر في ولايتي الجزيرة وشمال دارفور حيث تدور أعنف المواجهات التي يحاول فيها كل طرف بسط سيطرته على مواقع استراتيجية مستخدما الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة ومع تصاعد حدة القتال تسجل موجات نزوح مستمرة للمواطنين هربا من المعارك منها خصوصا معارك الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وسط تحذيرات متتالية تطلقها الأمم المتحدة من أن فرصة تجنب حدوث المجاعة في مناطق الصراع تضيق بسرعة مع بدء موسم الأمطار في شهر يونيو حزيران المقبل ما سيجعل الوصول إلى طرق النقل الحيوية غير ممكن وأكمل الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرا بعد العام منذ اندلاعه في 15 إبريل نيسان 2023 حيث تتصدر معارك الفاشر حاليا المشهد في وقت تعمل فيه أطراف الوساطة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة والسعودية على دفع الطرفين إلى التوجه إلى مدينة جدة لاستئناف المحادثات بينهما من أجل وقف إطلاق النار والاتفاق على فتح مسارات آمنة لإيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين فزع أممي من معارك الفاشر وأجرى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يوم الثلاثاء الماضي اتصالين منفصلين بكل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي حول تطورات الأوضاع في السودان وقال الجيش في بيان إن البرهان أكد للمفوض الأممي أن حكومة السودان ملتزمة بقضايا حقوق الإنسان وتحرص على صونها انطلاقا من موروثات الشعب السوداني وكافة المواثيق والعهود الدولية من جهته كتب قائد الدعم السريع على حسابه بموقع إكس أنه أكد لتورك خلال الاتصال معه أننا كنا ولا زلنا وسوف نظل دعاة سلام لم نشعل الحرب ولا نرغب في استمرارها أو توسعتها وأن السلام يحتاج إلى إرادة حقيقية وهي ليست متوفرة لدى الطرف الآخر فولكر تورك معارك الفاشر سيكون لها تأثير مدمر على المدنيين وقال تورك أول من أمس الجمعة في بيان نشره مكتبه إننا نشعر بالفزع من تصاعد العنف في معارك الفاشر وتأثيره المدمر على المدنيين وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في تصريح يوم 17 مايو أيار الحالي إن تورك حث البرهان وحميدتي على التصرف فورا وعلنا لتهدئة الوضع وحذر القائدين من أن معارك الفاشر حيث يوجد حاليا أكثر من 1 8 مليون شخص من السكان والنازحين داخليا المحاصرين والمعرضين لخطر المجاعة الوشيك سيكون له تأثير كارثي على المدنيين وسيؤدي إلى تعميق الصراع الطائفي مع عواقب إنسانية كارثية وبحسب شامداساني ذكر المفوض الأممي البرهان ودقلو بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني بضمان الامتثال الصارم لمبادئ التمييز والتناسب والحيطة ووضع حد لأي انتهاكات مستمرة فضلا عن ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي ترتكبه قواتهما وحلفاؤهما وعلى صعيد الوساطة لوقف الحرب أوضح المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيريلو في لقاء مع منظمات مجتمع مدني سودانية وصحافيين في 14 مايو بكمبالا عاصمة أوغندا أن كل الأطراف تسلمت دعوة من السعودية وأنهم يعملون يوميا للتأكد من قبولهم للدعوة وحضورهم وأضاف أن جزءا من النقاشات مع الأطراف حاليا هي ضمان ليس فقط ظهورهم في جدة للمحادثات بل الاستعداد لتوقيع اتفاقية تعيد السلام في السودان وتابع نحن لا نعتقد أن الحرب ذاهبة إلى انتصار أي طرف بل من المحتمل أن تصبح أكثر تعقيدا ومن المحتمل أن تؤدي إلى تدخلات دول الجوار وتصبح أكثر صعوبة وذكر المبعوث الأميركي أنه لم يزر مدينة بورتسودان الساحلية شمال شرقي السودان لأنه ظل يحاول منذ شهرين زيارتها لكن السلطات السودانية لم تمنحه تأشيرة دخول بعد إلا أن وزارة الخارجية السودانية أصدرت بيانا بعد يومين نفت ما قاله المبعوث الأميركي بأن حكومة السودان رفضت منحه تأشيرة وقالت إن سفارتها في واشنطن أو في أي عاصمة أخرى لم تتلق طلبا من بيريلو للحصول على تأشيرة الدخول وشهدت الأيام الماضية تواصل المعارك في ولايتي الجزيرة وشمال دارفور كما طاولت ولايتي القضارف والنيل الأبيض مع استمرار نزوح المدنيين نحو ولايات أخرى بحثا عن الأمان وشنت قوات الدعم السريع يوم الأربعاء الماضي هجوما على منطقة الأعوج الواقعة عند مفترق طرق يربط بين ولاية الجزيرة والنيل الأبيض والخرطوم وينصب الجيش نقاط دفاعية وينشر الدبابات والمدافع في هذه المنطقة لمنع الدعم السريع التي تنطلق من مدينة القطينة في الشمال من التقدم جنوبا نحو مدينة الدويم والتي تضم جسرا ذا موقع استراتيجي يربط ضفتي النيل الشرقية والغربية وبالنسبة لمعارك الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تواصل قوات الدعم السريع محاصرة المدينة على الرغم من التحذيرات الدولية واشتبكت مع الجيش والقوات المساندة له المكونة من المواطنين المتطوعين والقوى المشتركة لحركات الكفاح المسلح حركات مسلحة موقعة على سلام مع الحكومة ووصلت معارك الفاشر إلى داخل الأحياء الطرفية للمدينة ومحطة الكهرباء ودارت اشتباكات عنيفة فيها بين الطرفين يوم الجمعة الماضي تبادلا خلالها الاتهامات بشأن الهجوم وأصدرت قوات الدعم السريع بيانا على موقع إكس في 10 مايو اتهمت فيه الجيش والقوات المساندة له بشن هجوم غادر على قواتهم في الفاشر وأضافت أن الجيش السوداني ومن وصفتهم بالمرتزقة تسللوا إلى مواقع ارتكاز قواتها وهاجموها عبر ثلاثة محاور ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين في الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين وفرار الآلاف إلى خارج المدينة وأشارت إلى أنها مارست استجابة للنداءات أقصى درجات ضبط النفس وصدت 22 هجوما على خلال الأيام الماضية في إطار معارك الفاشر بدوره رد الجيش عبر بيان في اليوم ذاته قائلا إن قوات الدعم هي من شنت الهجوم الذي وصفه بالغادر على مواقع قواته شرق المدينة وخربت محطة الكهرباء وقصفت الأحياء المتاخمة لمنطقة الهجوم بقذائف المدفعية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وعقب ذلك أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء الماضي فرض عقوبات على قائدين من الدعم السريع لقيادتهما حملات حربية في دارفور وعدد من المناطق وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية فرض عقوبات على عثمان محمد حامد وعلي يعقوب جبريل محمد بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 لقيادتهما الحملة الحربية لقوات الدعم السريع نازحون ومسيرات في كل الاتجاهات في اتجاه مماثل واصلت قوات الدعم السريع مهاجمة القرى في ولاية الجزيرة الزراعية وقالت لجان المقاومة في ود مدني تنظيمات شعبية في بيان يوم 15 مايو الحالي إن هناك موجة انتهاكات واقتحامات جديدة ترتكبها الدعم السريع بصورة مستمرة لافتة إلى أنها تجد صعوبة فائقة في التواصل الميداني مع المصادر نتيجة لانقطاع وتذبذب خدمات الإنترنت والاتصال تجد لجان المقاومة صعوبة فائقة في التواصل الميداني في ود مدني نتيجة انقطاع الإنترنت وسجل نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشي في 12 مايو زيارة إلى مدينة الفاو بولاية القضارف لتفقد سير العمليات في المنطقة الشرقية وظهر مع كباشي خلال الزيارة الفريق آدم هرون من القيادة المتقدمة في أم درمان وهو من الضباط المعروف عنهم براعة العمل الميداني الأمر الذي جعل مراقبين يتوقعون تحولا عسكريا مهما في معارك القطاع الشرقي الذي يسعى إلى تحرير ولاية الجزيرة وقالت لجان المقاومة بمنطقة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة في بيان إن المدينة شهدت في 13 مايو اشتباكات عنيفة بين مجموعات من قوات الدعم السريع في ما بينها ما أدى إلى مقتل العديد من عناصر الدعم وأضافت أنه نتيجة لهذه الأحداث فرضت قوات الدعم السريع في المدينة حظر تجول في السوق الكبير والأسواق داخل الأحياء إلى ذلك وعد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وفدا أهليا من الجزيرة التقاه في مدينة بورتسودان الخميس الماضي بتسليح المستنفرين متطوعون مع الجيش والمواطنين ودعم التحركات العسكرية وإعادة قدامى المحاربين للخدمة مؤكدا خلال اللقاء دعم المقاومة الشعبية حتى تحرير الجزيرة من الدعم السريع ورصدت العربي الجديد رحلات وصول يومية لنازحين قادمين من ولاية الجزيرة إلى مدينة كسلا شرقي السودان إذ يصل النازحون وأغلبهم من النساء والأطفال وتبدو عليهم آثار الإرهاق والخوف وبمجرد وصولهم يتوجهون إلى مقر جمعية الهلال الأحمر السوداني ويفترشون الأرض أمام مقر الجمعية ويبقون هناك لأيام قبل أن يقوم مسؤولو الهلال الأحمر بتوزيعهم على مراكز إيواء جديدة أو إرسالهم إلى مدن وقرى في ولايات أخرى مصدر عسكري قوات الدعم لجأت إلى استخدام القصف المدفعي والطائرات المسيرة بعد تناقص عدد مقاتليها وقال نازحون لـالعربي الجديد في كسلا إنهم تمكنوا من الخروج بصعوبة من قرى الجزيرة بسبب عدم امتلاكهم المال اللازم للسفر بعد نهب كل ما لديهم من قبل مقاتلي الدعم وأضافوا أنهم توجهوا إلى كسلا على الرغم من بعد المسافة للابتعاد عن الجزيرة قدر الإمكان خوفا من لحاق المعارك بهم وأشاروا إلى أنهم ينتظرون منذ أيام لترحيلهم إلى مراكز إيواء أو توفير سكن مؤقت لهم وقد وعدهم مسؤولو الهلال الأحمر بذلك بعد أن قدموا لهم بعض المعونات المتواضعة الجدير بالذكر أن قوات الدعم السريع استخدمت الطائرات المسيرة لقصف مواقع جديدة مثل مدينة القضارف الشهر الماضي ثم منطقة الشوك في الولاية ذاتها يوم 12 مايو حيث أسقط الجيش مسيرتين قبل أن تصل مسيرات الدعم السريع إلى سماء مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض إذ أسقط الجيش هناك ثلاث طائرات مسيرة هاجمت مستودعا للوقود يوم الجمعة الماضي 17 مايو في المدينة التي تضم قيادة الفرقة 18 مشاة التابعة للجيش وعددا من الوحدات العسكرية الأخرى ومراكز التدريب وقال مصدر عسكري لـالعربي الجديد إن قوات الدعم السريع لجأت أخيرا إلى استخدام القصف المدفعي والطائرات المسيرة بعد تناقص عدد مقاتليها وأرادت فتح جبهات جديدة في القضارف وكوستي في وقت يستخدم الجيش المسيرات في العاصمة الخرطوم لفتح الممرات وربط المواقع العسكرية ببعضها وفي ما يتعلق بمعارك الفاشر شمال دارفور أضاف أن الدعم ظلت تقصف المدينة من مواقعها حولها لإخلاء الأحياء الجنوبية بعد تقدم الجيش من ناحيتي الشمال والشرق وكثفت قوات الدعم القصف يوم 10 مايو ما اضطر القوى المشتركة إلى الخروج ومهاجمة مصادر القصف وذكر أنه تم تنفيذ إنزال جوي لدعم القوات على الأرض في معارك الفاشر وأشار المصدر إلى أن الجيش يعمل على تعديل خططه في معركة ولاية الجزيرة خصوصا مع قرب موسم الأمطار والضغوط لاستئناف المحادثات كما تم التعاقد مع شركات لتعبيد عدد من الطرق الترابية الرابطة بين ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض والقضارف وسنار وكسلا إلى جانب تقدم الفرق العسكرية لتأمين هذه الطرق وطرد مجموعات قوات الدعم السريع التي تنتشر فيها للنهب والاستطلاع خصوصا الطرق في ولاية شمال كردفان والجزيرة