السودان أصحاب الأمراض المزمنة يواجهون شلل الحرب

٢٧ مشاهدة
أوجدت الحرب في السودان أزمات كبيرة تفاقمت درجات مآسيها بالنسبة إلى من يعانون من أمراض مزمنة تحتاج إلى علاجات دائمة ومكلفة ووسط الشلل الذي أصاب الدولة تجلب مبادرات فردية بعض الحلول لم يمر يوم خلال الحرب المندلعة منذ نحو 14 شهرا في السودان من دون أن تتضاعف آلام أصحاب الأمراض المزمنة عانى موسي محمد آدم المصاب بمرض الفشل الكلوي منذ عام 2016 والذي كان يخضع لعلاج دوري مجانا مثل غيره من مرضى الفشل الكلوي من عدم توفر فرص العلاج سواء عبر الانتظام في جلسات غسيل الكلى أو في الحصول على أدوية وشملت هذه المعاناة آلاف المصابين بفشل كلوي في السودان ومن بينهم 250 يعيشون كما حال آدم في مدينة بورتسودان التي تقع على ساحل البحر الأحمر وتحولت إلى العاصمة الإدارية للسودان بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 إبريل نيسان 2023 وقبل الحرب كان مرضى الفشل الكلوي يتلقون العلاج في 105 مراكز لغسيل الكلى توزعت على مختلف ولايات السودان لكن معظمها خرجت عن الخدمة حاليا خاصة في الخرطوم وولاية الجزيرة يقول آدم الذي يشغل منصب المنسق الإعلامي لجمعية مرضى الكلى بمدينة بورتسودان لـالعربي الجديد عانيت مع نحو 400 مريض نزحوا إلى مدينة بورتسودان بعد بداية الحرب من انعدام العلاج أو عدم الحصول عليه بسهولة أو على أدوية الكالسيوم وحبوب ون الفا وحبوب الضغط والقلب وحقن الحديد في حال وجدت حتى بأسعار عالية ومعظم المرضى خرجوا أصلا من دائرة الإنتاج والعمل أو توفر الإمكانات المادية وحين يذهبون إلى هيئة الإمداد الدوائي في الولاية يحالون إلى الهيئة الاتحادية التي تحيلهم بدورها إلى الولاية أما المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى فغير مهتم بتنفيذ واجبه تجاهنا يضيف تعمل جمعية مرضى الكلى بمدينة بورتسودان وتجتهد لتوفير أدوية لأعضائها رغم الظروف السيئة السائدة وتضطر أحيانا إلى جلب أدوية من مصر المجاورة علما أن خدمات التأمين الصحي متوقفة ويشير إلى أن عدم توفر الدواء سيساهم في مضاعفات لمرضى الكلى وقد يتسبب في وفيات ومن الضروري توفير العلاج بصيدلية مركز بورتسودان لأمراض وجراحة الكلى وتأمين غسيل آمن ومستقر وخلال الحرب زادت أسعار معظم أدوية الأمراض المزمنة مثل تلك لضغط الدم التي وصل سعرها إلى ما بين 3600 2 25 دولار و4500 جنيه 2 8 دولار وأدوية الكولسترول 4500 جنيه والأنسولين 700 جنيه 4 3 دولارات ومنظم السكري 2400 جنيه 1 5 دولار ومنظم ضربات القلب 3600 جنيه ويخشى صيدلاني تحدث لـ العربي الجديد من دون أن يذكر اسمه أن تضاعف تدخلات مجلس الأدوية هذه الأسعار خصوصا مع تعطل كل المصانع باستثناء واحد نقل إنتاجه إلى الهند ولا تختلف معاناة مرضى السرطان الذين يصل عددهم إلى 12 ألفا منهم 4 آلاف طفل فهم في حاجة مستمرة إلى علاج إشعاعي بسعر يناهز 800 دولار شهريا تقول الدكتورة فاطمة الأمين الطيب لـالعربي الجديد مرضى السرطان هم من بين أكثر المتأثرين بالحرب لأن العلاجين الكيميائي والإشعاعي الخاصين بحالاتهم خرجا عن الخدمة بسبب الحرب في مركزين بالعاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة ويوجد جهاز للعلاج بالإشعاع في مدينة مروي شمال لكن فاتورته مرتفعة جدا وتتجاوز ألف دولار للجلسات الإشعاعية لمريض واحد تضيف لم يعد العلاج الكيميائي يتوفر بنفس الكمية بعد اندلاع الحرب وهناك نقص حاد في عدد من أنواعه علما أن هذا الأمر مهم في خطط العلاج كما باتت أدوية عدة غير متوفرة وتأثرت سلبا بالتأكيد آلية تشخيص المرض إذ كانت تؤخذ العينات في الخرطوم فانعدمت بالتالي الدقة في العلاج الهرموني بالنسبة إلى مرضى سرطان الثدي مثلا الذين يمثلون نسبة كبيرة من مرضى السرطان أيضا يؤثر عدم وجود أجهزة الصورة المقطعية وتلك للرنين المغناطيسي في تقييم استجابة المريض للعلاج الكيميائي وإمكانية استئصال الورم من خلال إجراء جراحة وجهاز الرنين المغناطيسي غير متاح حاليا إلا في مدينة مروي وتتحدث فاطمة عن وجود مراكز أخرى صغيرة للعلاج في مدن كسلا والقضارف وشندي وكوستي لكنها لا تعمل بحجم مشفى الذرة بالخرطوم والمعهد القومي للسرطان بود مدني وتتحمل هذه المراكز كل أعباء مرضى السرطان في السودان وتجب مساعدتها في استيعاب أكبر عدد من المرضى عبر تجهيز وتهيئة أماكن العلاج وتوفير العلاجات الكيميائية المطلوبة والمطلوب في شكل ملح هو توفير العلاج الكيميائي وجهاز العلاج بالأشعة والفحوصات اللازمة للتشخيص التي كانت مؤمنة لمعظم المرضى مجانا في مشفى الذرة الخرطوم والمعهد القومي للسرطان بود مدني وقد تدخلت جمعيات خيرية ومنظمات للمجتمع المدني لمساعدة المرضى مثل منظمة كلنا قيم التي لعبت قبل الحرب دورا رائدا في رعاية الأطفال المصابين بالسرطان عبر إنشاء عدد من الاستراحات الخاصة في عدد من المدن ونقلهم من ولايات بعيدة لا توجد فيها مراكز علاج مثل دارفور غرب وولايات في الشرق لكن هذه الاستراحات أغلقت أبوابها في عدد من المناطق نتيجة الحرب ويتحدث محمد الأمين فضول رئيس المكتب التنفيذي للمنظمة لـالعربي الجديد عن أن المنظمة انتقلت بعد اندلاع القتال في الخرطوم إلى مدينة ود مدني التي توسعت فيها الحرب نهاية العام الماضي ما أفقد الأطفال المركز الثاني للعلاج على مستوى البلاد وحدث فراغ كبير في المراكز التي تقدم خدمات حتى اختير أخيرا مستشفى الضمان بمدينة مروي لتقديم خدمات علاج الأطفال يضيف يواجه الأطفال صعوبات في تلقي العلاج والتحرك للوصول إليه لا سيما أولئك القادمون من الولايات البعيدة كما يواجهون مشكلة السكن لذا قررت المنظمة إنشاء استراحة في المدينة بدأت بناءها بدعم وتنسيق مع منظمات أخرى تنشط في المدينة وستجتهد المنظمة لمحاولة تجاوز كل العقبات وستحاول توفير جرعات كيميائية والإبقاء على الأمل لدى الأطفال وأسرهم يتابع كان يحارب الطفل المصاب بالسرطان مرضه في السودان في السنوات السابقة أما الآن فيواجه الحرب الحالية أيضا ونحث المنظمات والجمعيات على المساهمة في مشاريع رعاية أطفال السرطان وتقديم دعم نفسي لهم ولأسرهم وفيما ليست المبادرات الخاصة بدعم المرضى حكرا على المدن الكبيرة تسابقت قرى وتجمعات ريفية إلى تقديمها مثل قرية الكسمبر بمحلية الكاملين وسط حيث نجحت جمعية خيرية شكلها شباب في القرية منذ سنوات في تجهيز غرفة طوارئ طبية مستفيدة من كوادر طبية باختصاصات مختلفة من أبناء القرية ودعم مالي من مغتربين وغيرهم وجرى تأسيس عيادة مجهزة بمعظم المعدات الطبية وفتحت أبوابها لكل مرضى القرى المحيطة ما جعلها بديلة لإغلاق مشاف بعد الحرب وتقدم العيادة خدمات مجانية تشمل المقابلات والفحص والدواء وهي أعطت أولوية للاهتمام بأصحاب الأمراض المزمنة داخل غرف أو زيارتهم في المنازل كما نفذت العيادة عمليات جراحية صغيرة وصرفت أدوية مجانا لمرضى ويقول مبارك محمد الحسن السكرتير الإعلامي للجمعية لـالعربي الجديد لم يستفد من الفكرة فقط مواطنو القرية والقرى المجاورة بل أيضا مئات من النازحين الذين فروا من جحيم الحرب في الخرطوم ومناطق أخرى وهم يجدون كل رعاية واهتمام في العيادة يضيف تضم العيادة جميع التخصصات وحتى الصحة النفسية وكل ذلك تطوعا من أطباء عموميين واختصاصيين وممرضين وفنيي مختبرات

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح