السنوار حاضرا والمسيرة مستمرة

45 مشاهدة

يمني برس || مقالات راي:

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد المجاهد العظيم يحيى السنوار، تتعانقه بالألم والفخر، بالدمعة والابتسامة، لتخلقَ في وجدان الأُمَّــة سيرة ُرجل لم يكن مُجَـرّدَ قائد عسكري، بل كان عنوانًا للصمود الفلسطيني المتجذّر في أرض الإسراء، ومثالًا نادرًا للتضحية في سبيل الله عز وجل.

كان «سلام الله عليه» حكاية شعب بأكمله، مختزلة في إرادَة فولاذية وإيمان عميق لا يتزعزع.

لقد كان الشهيد السنوار، ومنذ أن أطل من خلف القضبان محطمًا أُسطورة السجان، مدرسة متكاملة في الجهاد والقيادة، مدرسة تخرج فيها الرجال من رحم المعاناة، وتشكلت فيها قيم الثبات على المبدأ، والثأر للكرامة، والوفاء للوطن والشهداء.

كان وعيه الاستراتيجي العالي، الذي تفوق به على أعدائه، هو سلاحه السري الذي حير محتلّيه وجعل منه أيقونة للمقاومة الذكية التي تعرف متى تضرب وكيف تتفاوض، فهو لم يكن يحمل بندقية فقط، بل كان يحمل مشروعًا تحرّريًّا كاملًا، قائمًا على فهم دقيق لموازين القوى، وإدراك عميق لطبائع الصراع، واستشراف للمستقبل برؤية ثاقبة جعلت منه قائدًا استثنائيًّا في زمن ندر فيه الاستثنائيون.

لقد جسد الشهيد السنوار بكل حرف في مسيرته قيمة من قيم الجهاد العظيمة، فكان الصبر على الأذى، والثبات في المواقف الصعبة، والتوكل على الله ثم الاعتماد على الذات، والحرص على وحدة الصف، والشفافية مع الشعب، والذكاء في التعامل مع التعقيدات، كُـلّ هذه القيم كانت دماءه تسيل؛ مِن أجلِها، وأنفاسه تترنم بها في سرائه وضرائه.

وكان مدرسة في التضحية، يقدم روحه رخيصة في سبيل الله دفاعًا عن مقدسات الأُمَّــة وكرامتها، فلم تكن التضحية لديه شعارًا ترفعه وسائل الإعلام، بل كانت منهج حياة، وسلوكًا يوميًّا، يبدأ من تفانيه في عمله، وحرصه على أمن مجاهديه، وُصُـولًا إلى استعداده الدائم لختم حياته بشهادة ترضي الله سبحانه وتعالى.

لقد علمنا السنوار أن الجهاد ليس لحظة عابرة، بل هو مسيرة متصلة الحلقات، يورثها الأجيال جيلًا بعد جيل، حتى تتحرّر الأرض والإنسان.

ولأن الشجرة الباسقة لا تنبت في أرض جدباء، فإن عطاء الشهيد السنوار العظيم لم يكن

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح