السنوات الأخيرة للوجود البريطاني في الجنوب العربي

5 مشاهدة

انقسام المكونات الوطنية السياسية في الجنوب العربي:

في شهر مارس سنة 1965 انقسمت القوى الوطنية؛ واختلف حزب الشعب الاشتراكي، ورابطة أبناء الجنوب العربي؛ والسلاطين المنفيين لكل من محمية لحج ومحمية الفضلي ومحمية العوالق من جهة، والجبهة القومية من جهة أخرى، حول ضرورة إعطاء الأولوية للكفاح المسلح، أو للحل السياسي في الجنوب العربي؛ وبسبب ذلك تعززت آمال حكومة حزب العمال البريطانية، في نجاح الحل التفاوضي لاستقلال الجنوب العربي مع قيادة النقابات العمالية العدنية والمعتدلين الآخرين. وأدى اصطفاف عدد من الوطنيين الجنوبيين إلى تشكيل منظمة تحرير الجنوب العربي. وبرز إلى السطح الصراع بين مختلف المكونات السياسية الوطنية في الجنوب العربي، التي يطمح كل منها في الاستيلاء على السلطة عند رحيل بريطانيا.

وأصبحت الجبهة القومية، التي باتت تواجه قوى سياسية أخرى في مقدمتها منظمة تحرير الجنوب المنافسة لها للاستيلاء على السلطة، معزولة سياسياً. وقد سبق أن وضع قرار المجلس التشريعي لعدن إطاراً للإجراءات السلمية؛ التي من خلالها سيتم تحقيق الاستقلال. وأرغمت تلك المتغيرات السياسية وزير المستعمرات البريطانية على القيام بزيارة مفاجئة لعدن في شهر يوليو 1965. وفي نهاية هذه الزيارة تم استدعاء حكومة عدن وجميع الأحزاب السياسية؛ للسفر إلى لندن للتحضير للمؤتمر الدستوري المزمع عقده في نهاية السنة.


وقد أنذرت حكومة عدن أنها ستتراجع عن المحادثات إذا لم يتم تطبيق قرار الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه حافظت على الاتصال الوثيق مع الرئيس جمال عبد الناصر، وأجرى المكاوي (رئيس الحكومة) مناقشات معه وهو في طريقه إلى لندن وعند عودته منها. وقد أدت تحفظات الحكومة البريطانية أثناء مؤتمر لندن، حول التطبيق الكامل لقرارات الأمم المتحدة إلى أزمة مستعصية أفشلت المحادثات. وبينما تجاوز إصرار حكومة عدن آمال المجلس التشريعي لعدن، وُصف المكاوي بأنه عميل لعبد الناصر من قبل الصحف البريطانية المحافظة، التي قدمته كشخص يرزح تحت ضغوطات مصر، ويسعى إلى تقويض الحكومة المستقرة في عدن. ونتجت عن زيارة المكاوي للقاهرة للتشاور مع ناصر وتعبيره عن امتنانه لجمال عبد الناصر في قاعة المجلس التشريعي شكوك بريطانيا. وأكد

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع عدن تايم لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح