السلوك البيئي الفطري
سيدة يبلغ عمرها مائة سنة أو يزيد؛ جسدها نحيل، وعيونها تبرق حياة. تتجول على دراجتها الهوائية تحت المطر على مساكن القرية ومزارعها في أوغندا. يقول حفيدها إنها لم تراجع الأطباء إلا لإجراء فحص روتيني تقتضيه إحدى المعاملات الرسمية. ومع أنها تمتلك أكثر من عقار في العاصمة كمبالا، تستجيب ككل كبار السن لنداء الريف.
الأوغنديون عموماً شعب ودود ومسالم يتمتع بسلوك فطري موروث، وهم يحبون بيئتهم، فتبادلهم بعطاء وافر. لا يصارعونها حفراً وردماً حين يشيدون المباني، ولا يشقُّون عليها حين يشقّون الطرق، وتنهمر عليهم السماء مدراراً لساعات طويلة في اليوم، وربما لأيام. أما نظام حصاد المياه في المنازل، فهذا مؤشر آخر على احترامهم لبيئتهم.
رفدهم السودان وحده بأربع موجات لجوء منذ ما قبل 1983، حين تجدّد القتال في جنوب السودان قبل انفصاله. كان قوام الموجة الأولى بعض المغامرين من التجار والعسكريين المتأثرين بالصراع، وحين زادت ضراوة الصراع، بدأت موجة لجوء المدنيين الذين وجدوا خلف الحدود استقبالاً طيباً، ومساحات للزراعة، وفتحت لهم المدارس والمشافي.
في عام 2003، اندلعت حرب دارفور، واشتدت في عام 2010، وفي المرتين كانت أوغندا إحدى أكبر وجهات النزوح، وها هي الموجة الرابعة قائمة منذ اندلاع الحرب الحالية، لتمتلئ المخيمات والبيوت والشوارع باللاجئين السودانيين، من دون أن يفقد الأوغندي هدوءه وابتسامته. ربما يقطّب أحدهم جبينه فقط حين تُخرق القوانين بالتدخين في الشوارع، أو بعثرة المخلفات.
وتعتبر مفوضية اللاجئين الأممية أوغندا أكبر دولة مضيفة للاجئين في أفريقيا، والثالثة عالمياً، إذ تستضيف 1.93 مليون لاجئ، وهي تنفذ الإطار الشامل للاستجابة للاجئين، والميثاق العالمي بشأن اللاجئين، مع إدماجهم في النظم الوطنية، ولا سيما قطاعات التعليم والصحة. وقد استقبلت لاجئي حروب القارة من الصومال، وإثيوبيا، وإريتريا، ورواندا، ومن السودان وجنوب السودان. وتقدر المفوضية عدد اللاجئين من الكونغو وحدها بنحو 600 ألف لاجئ.
/> موقف التحديثات الحيةوقُدّر سكان أوغندا عام 2025 بقرابة 52 مليون نسمة، وهناك إلى جانب اللاجئين جاليات من شتى بقاع العالم، يلعبون أدواراً هامة في الاقتصاد
ارسال الخبر الى: