ما نوع السلام الذي تنشده القيادة السياسية في صنعاء من أعدائها
هذا السؤال يشكل الهاجس الأكبر والشغل الشاغل في أذهان اليمنيين الأحرار، كل ذوي الحكمة والإيمان والإنصاف من كل أطياف ومكونات الشعب اليمني الأبي الكريم.
فالسلام المنشود ليس مجرد كلمة تقال، بل هو رؤية متكاملة تنبع من ثوابت الهوية والإرادة. ويمكن إجمال ركائزه في النقاط التالية:
أولاً: السلام العادل المشرف.. النابع من الهوية الإيمانية
إن القيادة السياسية في صنعاء، بمنهجيتها الإيمانية المستمدة من القرآن الكريم -كلام أحكم الحاكمين، الذي بيده ملكوت السماوات والأرض- تعتبر نفسها ملزمة بما ألزمها الله به، منوهة إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}.
هذه القيادة، التي أنتجها الشعب بثورته وخرجت من رحم المعاناة وروض المعركة، لا تطلب سلام المستسلمين، ولا تقبل بسلام المذعنين. إنه سلام مختلف، يُقرأ بحروف الحرية والكرامة، ويُفهم بمنطق استعادة الحقوق المغتصبة.
ثانياً: سلام الكرامة.. لا سلام الخنوع
السلام الذي تنشده صنعاء ليس مجرد وثيقة توقّع أو اتفاقية لإطلاق النار. إنه سلام يعيد الاعتبار لكرامة اليمنيين، ويكون ترجمة حقيقية لإرادتهم التي سُحقت لعقود. إنه السلام الذي يجيب على السؤال الجوهري: هل للشعب اليمني الحق في تقرير مصيره بمعزل عن الوصاية الخارجية والتدخلات الإقليمية؟ فسلامنا مشروط برفع يد الوصاية الغاشمة عن اليمن، وإيقاف استباحة سيادته.
ثالثاً: سلام العدالة.. لا سلام الإملاءات
لا يمكن لصنعاء أن تقبل بسلامٍ تُكرّس فيه إملاءات الخارج، أو يُفرض عبر مقصلة الحصار والقتل والتجويع. إنها تنشد سلاماً تنبثق مرتكزاته من الداخل اليمني، لا من قاعات فنادق العواصم. سلام يعترف بالتضحيات الجسام، ويصون الدماء التي سُفكت، والأرض التي دُمرت، والكرامة التي انتهكت. إنه سلام يبدأ برفع الحصار بشكل كامل وغير مشروط، لأن الحديث عن السلام تحت وطأة الخنق والتجويع نفاق دولي.
رابعاً: سلام السيادة.. لا سلام التبعية
العدو في رؤية صنعاء ليس مجرد خصم محلي، بل هو محور التبعية للخارج، الذي أراد لليمن أن يكون ساحة لنفوذ القوى الإقليمية والدولية. لذلك، فإن السلام الحقيقي هو الذي يقطع الطريق على
ارسال الخبر الى: