إلى السفير خالد بحاح لا لتهريب العنصرية تحت لافتة القيم الإنسانية والوطنية

قبل قليل.. انتهيت من متابعة ندوة بعنوان من أرض الحكمة إلى آفاق النهضة، نفذتها السفارة اليمنية في القاهرة، وتحدث فيها علي الجفري. وقد اختتمت بتوقيع مذكرة تفاهم بين السفارة اليمنية في القاهرة ومؤسسة طابة التي أسسها الجفري نفسه.
شخصيا، أثمن أي جهد يسعى لخدمة اليمنيين في المهجر، ونشر الوعي في أوساطهم. كما أثق بحرص السفير خالد بحاح على خدمة اليمنيين من خلال موقعه. لكن لا بد من وقفة جادة وصادقة أمام مثل هذا النشاط وهذه الاتفاقية بين السفارة، كممثلة للدولة اليمنية، ومؤسسة طابة المعروفة بانتمائها لتيار ديني قائم على تقديس ما يسمى آل البيت.
سعادة السفير..
نود لفت انتباهكم إلى حساسية اختيار الشركاء في مثل هذه المبادرات الشبابية والإنسانية، لاسيما أن جهة الشراكة مؤسسة دينية ذات طابع صوفي، تستند إلى قاعدة فكرية واضحة ترتبط بشكل أو بآخر بخطاب السلالة الدينية، الذي يعد أحد أخطر مهددات الهوية الوطنية الجامعة في اليمن اليوم.
بلا شك.. ثمة بلدان إسلامية كثيرة قد يكون للتصوف فيها بعد روحي لا يثير إشكالا مجتمعيا أو دينيا أو ثقافيا أو عسكريا، لكن في اليمن الأمر مختلف تماما. فقضية آل البيت والنسب والسلالة ليست مسألة فكرية أو مذهبية فحسب، كما هي في بعض البلدان العربية والإسلامية، بل قضية سياسية وتاريخية دامية، تسببت -خلال أكثر من ألف عام- وما تزال، في صراعات مريرة.
إن مؤسسة طابة التابعة للجفري -وإن بدت في ظاهرها معنية بالتصوف الأخلاقي- فإنها في جوهر خطابها تعزز المفاهيم التي يتقاطع معها المشروع الإمامي العنصري في اليمن، مثل: تقديم النسب كشرط للقيادة الروحية أو الأخلاقية وكذلك التسويق لمركزية آل البيت في بناء المجتمعات، وإضفاء هالة أو تقديس على شخصيات دينية تنتمي إلى السلالة.
سعادة السفير..
السفارة اليمنية تمثل كل اليمنيين بمختلف مكوناتهم الفكرية والمذهبية، وتعمل في ظرف وطني حساس وخطير. وعلينا أن نصدقكم القول بأن هذا التعاون ـ ورغم يقيننا بنواياكم الصادقة ـ يفهم عند كثير من اليمنيين على أنه محاولة لإضفاء شرعية دينية ناعمة على مشروع التفوق
ارسال الخبر الى: