عاطف السعدي فنان تشكيلي يحفر الخشب ويعلق أعماله في الأمم المتحدة

لم يكن عاطف عبدالله السعدي يتخيل يومًا أن المهنة التي يشتهر بها بدأت من صدفة عابرة فالشاب القادم من حضرموت لم يولد في ورشة نجارة، ولا توارث المهنة جيلًا بعد جيل كما هو حال كثير من الحرفيين، بل كانت بدايته في مكان مختلف تمامًا بوظيفة حارس أمن.
وقال: أثناء عملي في أحد الفنادق كانت الجدران هي المدرسة، ولفتت نظري النقوش والزخارف عليها، وكلما مررت بجانبها شعرت أن الخشب يناديني، كنت أنظر إلى تلك الزخارف بدهشة، ثم بدأت أسأل نفسي: كيف يُنحت هذا؟ وكيف يُشكَّل الخشب بهذه الدقة؟، وهكذا وبدون معلم أو تخطيط مسبق، قررت أن أجرّب، وأشتري أدوات بسيطة، وقطعة خشب، وبدأت بحفر الخطوط الأولى في عالم لم يكن يعرف أنه سيغير حياتي، ومع مرور الأيام تحولت التجربة إلى شغف، والشغف إلى احتراف، حتى أصبحت واحدًا من أبرز الحرفيين في فن التشكيل والحفر على الخشب.
ويمارس عاطف هذه الحرفة منذ عام 1998، معتمدًا في عمله على أدوات تقليدية مخصصة للحفر، يختار من الخشب ما يناسب القطعة، ثم ينحتها كما يشاء، لتولد أشكال فنية مدهشة مثل: صناديق حفظ العسل الحضرمي، والمدقات التراثية، والأبواب القديمة بزخارفها الحضرمية، والنوافذ والمفاتيح الخشبية، وقطع أخرى تمزج بين التراث والإبداع الشخصي.
التحوّل الكبير في مسيرة عاطف جاء في عام 2010 حين فاز بالمركز الأول في التشكيل الفني على مستوى الجمهورية اليمنية، ليثبت أن الموهبة التي بدأت من جدار فندق يمكن أن تصل إلى منصة التكريم الوطني، إذ لم تتوقف رحلاته الإبداعية هنا؛ فخلال سنواته الطويلة صنع العديد من اللوحات الخشبية التي حصدت جوائز داخلية وخارجية، وكان من أبرزها لوحة مانهاتن الشهيرة، التي عُلّقت في مقر الأمم المتحدة بصفتها إنجازًا يضع عاطف في مقدمة الفنانين الحرفيين الذين حملوا تراث حضرموت إلى العالم.
وفي مشاركته ضمن فعاليات الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية بنان الذي تنظمه هيئة التراث، يعرض عاطف بعضًا من أعماله التي تجسد قيمته كونه فنانًا تشكيليًا.
قد يعجبك
ارسال الخبر الى: