من السرية إلى الردع القصة الكاملة لصعود السلاح النووي الصيني

منذ اللحظة التي دوّى فيها أول انفجار لتجربة نووية صينية في صحراء التابعة لإقليم سنجان عام 1964، وحتى أحدث صور الأقمار الصناعية والتقارير التي تتحدث عن للرؤوس النووية بأسرع معدل في العالم، تمثل قصة النووي الصيني رحلة انتقال هائلة من العزلة إلى القوة، ومن الردع المحدود إلى المنافسة الكونية، بحيث أصبح البرنامج النووي الصيني اليوم مرآةً لنهضة الصين السياسية والعسكرية، وتجسيدًا لعقيدتها النووية الجديدة التي تمزج بين السباق مع الزمن والحذر والردع٬ والرغبة في فرض التوازن داخل نظام عالمي مضطرب٬ يقف اليوم على حافة الانفجار.
يتزامن هذا التسارع الصيني في امتلاك وتخزين القوة النووية مع لحظة جيوسياسية مشحونة: حربٌ طويلة في أوكرانيا وتصعيد روسي أوروبي، تصعيد أميركي – صيني متسارع في بحر الصين الجنوبي وتايوان وحرب تجارية طاحنة، سباق تسلّح في الفضاء، وانقسام عالمي حول مستقبل الردع النووي نفسه بعد إعلان الرئيس الأمريكي مؤخراً أن أمريكا ستُعيد تجارب الأسلحة النووية التي توقفت لنحو 33 عاماً.
ومع اتساع رقعة النووية الصينية في والإعلان عن صواريخ نووية جديدة عابرة للقارات٬ في عرض عسكري هو الأكبر في العالم٬ تطرح بكين نفسها اليوم كقوة نووية مكتملة الأركان، وهو ما يثير قلقاً متزايداً في واشنطن والعواصم الغربية، التي ترى في التسارع النووي الصيني جزءاً من مشروع أوسع لتغيير قواعد اللعبة في آسيا والعالم. فكيف تطورت قدرة بكين النووية، وما هي عقيدتها النووية، وما الذي تغيّر في العقد الأخير بحيث بات التوسع النووي يدق ناقوس الخطر لدى واشنطن والغرب؟
كيف بدأت الصين في امتلاك سلاحها النووي؟
- في خريف عام 1955، كان العالم يعيش على وقع الحرب الباردة التي قسّمت الكوكب إلى معسكرين متقابلين بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي. أما في بكين، فقد وقف الزعيم الصيني ماو تسي تونغ أمام قادة الجيش الصيني معلناً قراراً مصيرياً: علينا أن نمتلك القنبلة الذرية حتى لا يُعاملنا أحد كدولة ضعيفة. بهذا القرار وُلد ، وسط فقرٍ مدقع ومجاعة تضرب البلاد، لكن بدافعٍ من إحساس قومي بالتهديد. حينها، كانت الولايات المتحدة تمتلك
ارسال الخبر الى: