من أئمة الزيدية إلى وريثهم الحوثي الفوضى واستدعاء الحروب شرط البقاء عبدالله إسماعيل

126 مشاهدة
منذ ظهورها كتنظيم مسلح عام 2004 لم تكف جماعة الحوثي عن استدعاء الحروب وتوسيع رقعة الصراع داخليا وإقليميا دون أن تقدم لليمن سوى الموت والدمار والتجويع ومع كل هدوء نسبي او تحرك جاد نحو السلام مهما كان بعيدا عن سردية الصراع تختلق الجماعة عدوا جديدا أو معركة وهمية لتفادي الضغوط الشعبية وإبقاء البلاد رهينة للفوضى التي تتغذى عليها هذه الاستراتيجية ليست طارئة بل متجذرة في البنية الفكرية للإمامة الزيدية التي تستند إليها الجماعة منذ قدوم الكاهن يحيى بن الحسين الرسي طباطبا إلى اليمن وحتى عبدالملك الحوثي اليوم فكر ناسف للتنوعالحوثيون ليسوا مجرد ميليشيا مسلحة بل هم امتداد حي لعقيدة سياسية دينية ترى أن الحكم حق إلهي حصري لسلالة محددة ولذلك ففكرة الشراكة السياسية أو التداول السلمي للسلطة ليست واردة في قاموسهم بل إنهم يعتبرون التنوع السياسي والفكري تهديدا وجوديا يجب إزالته وكل من يخالف السيد يصبح خصما للدين وعدوا لله يستحق الإقصاء والقتل البيئة المثالية لفيروس الامامة جماعة الحوثي كالإمامة الزيدية التي انبثقت عنها لا تستطيع أن تحكم في بيئة مستقرة وتحتاج دائما إلى حالة طوارئ دائمة إلى عدو داخلي أو خارجي إلى جهاد مستمر حتى تبرر استبدادها وتمول جباياتها وتمنع أي مساءلة أو مطالب بالخدمات في السلم تنكشف عورات الجماعة لا برامج لا كفاءة لا عدالة ولا قدرة على التحول الى دولة او شبه دولة بل تكوينيا لا معنى لديها للدولة بمفهومها الضامن للأمن والخدمات والاستقرار بل دولة فكرة لا تغادر مربع الحروب والتسلط والنهب لكنها تستطيع المناورة في الحرب ترفع الشعارات وتسكت الأصوات وتنهب الأموال باسم المجهود الحربي وتهرب من الاستحقاقات العاجلة الى أوهام المواجهة مع عدو الدين والدنيا والذي ما يكون غالبا عدوا شعبيا مفترضا رافض لها او عدو خارجي مزعوم استدعاء التدمير الخارجيسلوك الجماعة اتسم بتصاعد دائم في مستوى التصعيد ففي العام 2004 أشعلت أولى حروبها مع الدولة اليمنية مدمرة صعدة وما جاورها وفي 2014 اجتاحت العاصمة صنعاء مما استدعى تدخلا إقليميا لإنقاذ الدولة اليمنية وفي 2024 نقلت الجماعة المعركة إلى المجال الدولي عبر استهداف الملاحة لتبرير عسكرة الشواطئ وتهديد الممرات الحيوية وأخيرا في 2025 أوهمت اليمنيين والعرب أنها تخوض معركة مع إسرائيل بينما الحقيقة أنها تسعى لاستدعاء الضربات الإسرائيلية لتبرير فشلها وتفخيخ الأرض اليمنية بمزيد من الحصار والدمار الخراب وعد الإمامة الزيديةهذا السلوك ليس طارئا على الحوثي بل هو امتداد واضح لنهج أئمة الزيدية الذين لم يعرفوا الحكم إلا في ظل الفتن وكانت كل مرحلة سلطة لهم مليئة بالاقتتال والتحريش بين القبائل والفتاوى التي تبرر سفك الدماء لنصرة الإمام ضد أعدائه المفترضين في كتبهم روايات ترفع القتال إلى مرتبة الرزق وتحرم الاستقرار السياسي لأنه يهدد امتيازات الإمام وسلالته ومن تلك الروايات جعل الله رزقي في ظل رمحي التي يستخدمونها لتسويغ غزو القبائل ونهب الممتلكات ليس نصرة لغزة بل نقل لمأساة غزة الى صنعاءفي حملتهم الأخيرة باسم نصرة فلسطين لم يسجل الحوثيون أي أثر حقيقي في ميدان الحرب بل فتحوا على اليمنيين باب مواجهة دولية لا طاقة لهم بها وعرضوا مقدرات اليمنيين في الحديدة وموانئها وصنعاء وعمران وغيرها لضربات مدمرة وسط فشل دفاعي وكذب على الاتباع وغياب لأي رد عسكري ولو في الحد الأدنى فالهدف ليس اسناد غزة بل إحكام القبضة على الداخل وتشتيت الأنظار عن الفشل والنهب واستثمار القضية لفرض مزيد من الطاعة والجباية وتأجيل سقوطها المدوي الذي سيحين قريبا اذا واجهت اليمنيين وفقدت مبررات الاستمرار في ممارسة العنصرية والقتل والسرقة وهي ترفع علم فلسطين الفوضى استراتيجية بقاءلم تكن الفوضى يوما حالة طارئة في مشروع الحوثيين بل كانت وما تزال جوهر الاستراتيجية التي تعتمدها الجماعة لضمان بقائها واستمرار سلطتها فمنذ لحظة احتلالها للعاصمة صنعاء سعت الميليشيا إلى تدمير مؤسسات الدولة وتجريف المجال العام ومنع أي شكل من أشكال التنظيم السياسي أو المدني الذي لا يخضع لسيطرتها رفضت الانتخابات بوصفها خطرا على شرعيتها المزعومة وهاجمت كل صوت معارض سياسيا كان أو إعلاميا وسعت لتكميم الأفواه وإخضاع المجتمع تحت منظومة الطاعة المطلقة وفي سبيل ذلك خلقت عدوا دائما يتبدل اسمه وظرفه لكنه يؤدي وظيفة واحدة تأبيد حالة الحرب وشرعنة عسكرة الحياة العامة وتبرير الجباية وتغييب المساءلة هذه الفوضى بكل ما تحمله من خراب سياسة مقصودة ومخطط لها لأنها تقصي الدولة وتضعف المجتمع وتعزز سلطة الجماعة باعتبارها قوة احتلال قاهرة تمارس التضليل وتحسن ركوب الاحداث وتوظيفها خاتمة ليست معركة الحوثيين مع إسرائيل ولا مع الاستكبار العالمي ولا مع العدوان بل مع اليمنيين أنفسهم ومع فكرة الدولة ومع أي شكل من أشكال التعايش الحر والتعددية السياسية ولهذا ظهر سيئهم بعد ضربة الكيان المذلة لا ليهدد إسرائيل بل ليتوعد اليمنيين ولذلك فإن إسقاط مشروع الحوثي مشروع الإمامة الزيدية الجديد هو إنقاذ لليمن من استراتيجية الخراب التي تتغذى عليها الجماعة وتجديد لوعد الجمهورية وحق الناس في أن يعيشوا خارج منطق السيف والخرافة والطاعة العمياء

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح