الزاكي عبدون حكيم التصحيح وصوت الحكمة في عكاظ

37 مشاهدة
لم يكن الزاكي عبدون مجرد مصحح لغوي في «عكاظ»، بل كان ذاكرة المكان، رجلاً يزن الكلمات بميزان الحكمة، ويضبط الجُمل كما يضبط الحياة بحكمة وهدوء. كان وجوده في قسم التصحيح أشبه بمنارة هادئة، لا تضجّ بالصوت، لكنها تضيء المسار لكل من حولها.
على مدى عقود، كان الرجل الذي لا تلتفت إليه الأضواء كثيراً، لكنه كان حاضراً في كل سطر يُنشر، في كل عنوان يُعدّل، وفي كل خطأ يتم تداركه قبل أن يرى النور. لم يكن مجرد مصحح لغوي، بل كان مستشاراً لغويّاً، أستاذاً في التدقيق، وحكيماً في التعامل. طيبته لم تكن مجرد صفة، بل أسلوب حياة، وهدوؤه لم يكن مجرد طبع، بل فلسفة.
في زمن الصحافة الورقية، كان الزاكي يجلس على مكتبه بصبر الحُكماء، يراجع النصوص بدقة، ويتعامل مع كل كلمة بحرص. لم يكن يرفع صوته، ولم يكن يفرض رأيه، لكنه كان يملك تلك الهيبة التي تجعل الجميع ينصتون عندما يتحدث. ومع دخول «عكاظ» إلى العصر الرقمي، ظل الزاكي واقفاً في قلب التغيير، يُدقق، يُراجع، ويوجّه بروح العارف المخضرم الذي يرى في اللغة هوية الصحيفة وروحها التي لا تتغير.
لم يكن هناك قسم في «عكاظ» لم تمر عليه بصمات الزاكي عبدون، فقد كان مرجعاً لزملائه، صديقاً لكل محرر، ومستشاراً لكل من يحتاج رأياً في صياغة أو معنى. ومع كل تعديل كان يضيفه على النصوص، كان يضيف درساً في الصبر، في الدقة، في حب المهنة، وفي الإخلاص لها حتى آخر يوم.
رحل الزاكي بلا مقدمات، كما عاش، بصمتٍ يليق بحكماء الصحافة. بقيت سيرته نقيّة كما كانت حياته، وبقيت ذكراه راسخة في ذاكرة «عكاظ»، ليس موظفاً فحسب، بل بقيت قيمةً، ومدرسةً، وجزءاً من هوية المكان.أخبار ذات صلة الأولى من نوعها عالمياً.. الصين تخطط لبناء محطة بحثية على عمق 1,828م تحت الماءجائزة مليون دولار لمن يكشف أسرار حضارة وادي السند الغامضة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع عكاظ لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح