عندما يقرأ الشغف الرياضي اقتصاديا الملاعب كصانعة للثروة ومحرك للاستثمار العالمي
يمن إيكو|قصة اقتصاد:
من أعلى المدرجات، حيث يبدو الملعب دائرة ضوء في قلب إحدى كبريات مدن العالم، لا يُسمع الهتاف فقط، بل يُرى المال وهو يتحرّك، كل خطوة لاعب تُشبه مؤشراً اقتصادياً، وكل تصفيقٍ جماعي يُشبه طلباً متزايداً في سوق لا ينام.
الرياضة هنا ليست مباراة، بل دورة اقتصادية مكتملة، تبدأ بالتذكرة ولا تنتهي عند صافرة الحكم، ففي فضاء المدينة ومتاجرها وشركاتها ونواديها ومنتجعاتها وحتى في شوارعها، يتحوّل الشغف الرياضي إلى قيمة مضافة، وتغدو المتعة سلعةً نبيلة تُتداول بثقة.
يقدّر قارئو المشهد الجماهيري لبهجة الملاعب، حجم السوق العالمي للرياضة في 2025 بنحو 507 مليارات دولار، في رقمٍ يبدو بارداً على الورق، لكنه دافئ في المدرجات، وزخم ربحي في أرصدة البنوك، حيث تتقاطع الروافد المالية، للإعلانات ومنتجي القمصان والمستلزمات الرياضية، وحقوق البث في لحظة واحدة.
روافد تتلاقى لكلفة أكبر
وحين تتّسع الدائرة لتشمل السياحة والمعدات والخدمات، تقفز القيمة إلى ما يتجاوز 2.6 تريليون دولار، هنا، تخرج الرياضة من كونها ترفاً، وتدخل نادي الاقتصادات الكبرى بدون تأشيرة، وفق حضور يفرض ضرورة الاستثمار العالمي.
وفيما تلمع تحت أضواء الملاعب، عقود الرعاية بنحو 115 مليار دولار، تتحرّك الملابس الرياضية في سوق تجاوز 220 ملياراً، وليس غريباً ذلك، فكل شعار على قميص لاعب هو اتفاق طويل الأجل بين العاطفة ورأس المال.
أما في الصفوف الخلفية، فيجلس المستثمرون بهدوء، ودفء تبعثه الأرباح العاجلة والآجلة، كيف لا! فأكثر من 31 مليار دولار تدفّقت خلال عامين، وصناديق سيادية تتعامل مع الملاعب كما تتعامل مع الموانئ والطاقة، معتبرة الملاعب أصولاً تولّد عائداً مركّباً.
أسواق الرياضة العالمية الناشئة
وفي ظلّ هذه الروافد الاقتصادية المتشابكة، يخلص قارئ المشهد العالمي للملاعب إلى أن واحداً من كل خمسة مليارديرات يمتلك حصة في أصلٍ رياضي، لا بدافع التشجيع بقدر ما هو خيارٌ استثماري لوزن المحافظ. فالرياضة، حين تُدار بمنطق احترافي، تتحوّل إلى أصلٍ قادر على امتصاص التقلبات وتعظيم القيمة عبر الزمن.
وفي الشرق الأوسط، يتسارع الإيقاع، نمو سنوي يقارب 9%، وفرص محتملة بنحو 75
ارسال الخبر الى: