الرياضة اليمنية إفلاس إداري أم مالي

التقيت مؤخراً برئيس أحد فروع الاتحادات الرياضية وكان الحديث يدور حول جرح الرياضة اليمنية النازف وبنبرة مبررة أرجع تدهور الأنشطة وتوقف البطولات والمشاركات الخارجية إلى سبب واحد لا ثاني له الوضع المالي المتردي للوزارة، والصندوق والاتحادات وهي الحجة الجاهزة التي تُلقى على عاتق شحة الموارد.
قلت له بوضوح، لا شك أن الجانب المالي مهم فغيابه يعرقل العمل لكنه من وجهة نظري ليس العامل الأهم، فالمشكلة الحقيقية والأكثر فتكاً تتمثل في غياب الكفاءة الإدارية، في قياداتنا وهذا الغياب هو العلة التي أدت إلى تدهور حال الرياضة في بلادنا ويجب أن نعترف أن هناك قناعة خاطئة سائدة بأن المال هو الأهم لكن دعونا نسأل من الذي يجلب المال ويُفعل النشاط أليس هو العنصر الإداري الناجح والكفؤ الذي يستطيع استثمار الطاقات وتطويع الإمكانات البشرية الهائلة التي نمتلكها والتي قد لا تمتلكها بلدان أخرى سبقتنا بمراحل واستثمار الرياضة التي أصبحت اليوم صناعة واستثماراً عالمياً ولم تعد مجرد لعب.
حقيقة عندما تُصبح إدارتنا مريضة وكَسِيحة كما هو الحال الآن سنظل نبكي على اللبن المسكوب وسنظل أسرى لرياضة الكَلفَته والمثال الأقسى هو مطالبة اتحاد بإقامة بطولة ضخمة بـمبلغ بسيط ليوم واحد لإسقاط واجب؟؟.
لنتذكر قليلاً عندما كانت الموازنات تُصرف للاتحادات ماذا كانت تفعل؟ كانت تنتظر إلى نهاية العام وتقيم ما تُسميه بطولة الجمهورية بنظام المضغوط كإسقاط واجب ثم تنام بقية العام المال كان موجوداً لكن الإدارة كانت غائبة، وهذا يؤكد أن عدم تمكن أي اتحاد رياضي من إقامة أنشطته وبرامجه بشكل منتظم وعلمي يعود إلى فشل قياداته الإدارية وليس لسبب مالي فلو كان لديك مال قارون ولكنك تفتقر للقدرة على إدارته واستثماره فإنه سيذهب هباءً منثوراً.
القيادات الرياضية التي تعتمد على البكاء والشكوى من الصندوق والوزارة هي قيادات فاشلة بامتياز، فالقيادة الكفؤة هي القادرة على صنع المستحيل، وقد آن الأوان لكي تنعتق الأندية والاتحادات من نظرية الرياضة القديمة التي تجعل الحكومة هي المسؤولة عن كل شيء بما في ذلك تعيين المسؤولين من خارج الحقيبة الرياضية.
يجب
ارسال الخبر الى: