الرهان الخاسر
بعد جهدِ جهيد وبعد أن أخرسوا آذاننا بالكلام الفارغ والمنمق وكل شيء غير مُجد، انتهت الزفة وأصبحت قنوات الزيف والبهتان الممولة مالياً من الخليج وفكرياً من أمريكا وبريطانيا في حالة ندم على الأوقات سرقتها من المشاهدين والمتابعين وهي تروي لهم قصصاً وحكايات مفبركة ونسباً مغلوطة عما يُسمى بالانتخابات الأمريكية .
في هذا الجانب أعجبني أمريكي من أصول جزائرية كان يتحدث مع إحدى القنوات ويصرخ بملء فمه “ أيها الإعلاميون الذين يدعون أنهم عرب خافوا الله وراقبوه إن كانت ضمائركم قد ماتت وأصبحتم تعيشون في ردهات الغياب الأمريكي المصطنع، فالمواطن العربي المسكين يظل يبحث عن المعلومة ويعتقد أنها لديكم ولكنه يُفاجأ بأنكم على مدى عام كامل سوقتم له مسرحيات هزلية عن الديمقراطية وما يتصل بها في أمريكا وظللتم تتعقبونه بأخبار مزيفة تتحدث عن الأحمر والأزرق بنوع من الانبهار والإحساس بالعظمة والممولين لكم من الزعماء والكيانات الهُلامية، يتلذذون بالصمت تجاه ما يجري لأبناء جلدتكم في غزة ولبنان، أصبح الحديث عن ترامب وهاريس أكثر من الحديث عن ضحايا الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ولبنان، أنا وابني كمواطنين أمريكيين يحق لنا الإدلاء بصوتينا في ولاية ميتشغن، أدللنا بصوتينا لحسن نصر الله وإسماعيل هنية ليقيننا بأن هؤلاء هم أشرف الناس وأعظم الناس الأبطال الميامين الذين أشعروا العالم بأن العروبة لا تزال باقية وأن الإسلام يعيش في أعماق أصحابه الحقيقيين بعد أن حاولت الزعامات الهُلامية القضاء على أهم شعارين خالدين للأمة، أما زوجتي الكريمة رغم أنها أمريكية إلا أنني دفعتها لأن تصوت للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فهو أيضاً يستحق الاهتمام والتقدير من كل عربي ومسلم، لأنه أعاد لليمن وضعها الطبيعي ومكانتها المتأصلة في النفوس كبلد حام لحمى الدين ومُناصر لقضايا الأمة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نستحقه، نحن من نعيش في أمريكا ونشاهد ما يجري في وطننا العربي والإسلامي ونتساءل دوماً: إلى متى سيظل هذا الغفول العربي؟ بالذات في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، تصدقون أمريكا وتجعلونها تتصدر الأخبار والبرامج باعتبارها سيدة العالم، وهذا ما ترتجيه
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على