الرمزية قاتلة السياسة في انتخابات أميركا

٢٧ مشاهدة
أحوال الأميركيين ذوي الأصول العربية و أو المسلمة قبل 13 يوما من حلول موعد انتخابات الرئاسة توحي بأن الفعالية السياسية ستكون أكبر الضحايا هناك بسبب خطوات رمزية تضر بمصالحهم أفرادا وجماعات من بين الأميركيين العرب والمسلمين من قرر عدم الاختيار ما بين كامالا هاريس ودونالد ترامب وهؤلاء يمثلهم قرار اللجنة العربية ــ الأميركية للعمل السياسي آباك AAPAC داخل هذه الفئة تجد مبادرة ناخبين في الدائرتين التاسعة والعاشرة في ولاية نيويورك لمعاقبة هاريس عبر وضع اسم هند رجب على ورقة الاقتراع في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني المقبل وهند رجب طفلة فلسطينية قتلتها دبابة إسرائيلية في يناير كانون الثاني 2024 في مدينة غزة فئة ثانية من هؤلاء تجسدها حركة غير الملتزمين في الحزب الديمقراطي التي تركت الحرية التصويتية لأعضائها جزء ثالث يتعلق بالعرب حصرا ويقولون بحسب بعض استطلاعات الرأي إنهم سيصوتون بنسبة قد تصل إلى 40 لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين المرشحة اليسارية الرمزية التي تأكل من حصة أصوات المرشحة الديمقراطية تيار رابع ينتظم في صفوف منظمة إمغيج باك Emgage PAC وهي إحدى أكبر اللوبيات السياسية الإسلامية الأميركية اتفق أعضاؤه على دعم هاريس وفي موقع خامس يخبرك استطلاع رأي نشره أخيرا المعهد العربي ــ الأميركي أن 46 من الناخبين العرب سينتخبون ترامب في هذه الخريطة المعقدة من نيات التصويت تحتل إسرائيل والدعم الأميركي المطلق لها في حربها الإبادية على الفلسطينيين ثم في عدوانها على لبنان موقعا أساسيا إلا بالنسبة لناخبين عرب ومسلمين هم ترامبيون قبل حربي غزة ولبنان هؤلاء فئة وازنة من العرب والمسلمين قناعاتهم وأخلاقهم ومصالحهم من قناعات ترامب وأخلاقه ومصالحه ويقال فيهم ما يمكن قوله عن عرب ومسلمين من ناخبي وعقائديي التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا وأحزاب فاشية أخرى في كل مكان وبعد استبعاد هؤلاء الترامبيين العرب والمسلمين من موضوع هذه العجالة وجب التذكير بأن فعل التصويت في أي انتخابات ديمقراطية فعلا ونزيهة حقا ليس فعلا رمزيا ولا فولكلور عاطفيا بل قرار تترتب عليه نتائج ضخمة فكيف إذا كان الأمر يتعلق بانتخابات أكبر وأقوى وأغنى بلد وقد حكمت حركة الهجرة بأن يكون للعرب والمسلمين في ثلاث من أهم الولايات المتأرجحة ميشيغين وويسكونسن وبنسلفانيا 44 صوتا في المجمع الانتخابي من أصل 538 أمام الناخبين العرب والمسلمين من غير الترامبيين في أميركا فرصة لمنع تكرار حصول كارثتين كانت لهم أو لآبائهم يد طولى فيهما فوز الجمهوري جورج بوش على الديمقراطي آل غور بفعل تصويت عربي ومسلم وازن آنذاك لرالف نادر في انتخابات عام 2000 ثم فوز ترامب على هيلاري كلينتون في 2016 بعدما صوت عرب كثر لمرشحة حزب الخضر جيل ستاين إياها وكأن هؤلاء انتخبوا ترامب بشكل غير مباشر بعد 13 يوما كل مواطن أميركي يهمه احتمال أن تصبح أميركا أفضل وأكثر عدلا وتوازنا وتقدمية في الداخل ومع الخارج وأقل حربية ودعما لإسرائيل وأكثر اهتماما بالمناخ والمساواة والحقوق وأقل توحشا في رأسماليتها يجب أن يصوت لكامالا هاريس لا لشيء إلا لأن فوز مرشح ديمقراطي في أميركا يفتح احتمالا مجرد احتمال لأن تتحقق تلك الآمال أو بعضها بينما التصويت للمرشح الجمهوري هو مقبرة تلك الاحتمالات أما التصويت لمرشح ثالث في نظام انتخابي قائم على الثنائية الحزبية فليس سوى شعبوية تخدم الشعبويين ترامب في حالتنا أقبح الشعبويين وعرابهم الطريق إلى جهنم معبد بالنيات الطيبة والطريق إلى ولاية رئاسية ثانية لدونالد ترامب قد يكون معبدا بقرارات رمزية نقيضة للسياسة وقاتلة لها من نوع التصويت بورقة بيضاء أو انتخاب جيل ستاين أو رفع لافتة غير ملتزم

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح