الرسول الرحمة بين القرآن الكريم وفتاوى التكفيريين

81 مشاهدة

إعداد الدكتور / حمود عبدالله الأهنومي

مفهوم الرحمة في القرآن

الرحمة رِقَّةٌ تقتضي الإحسان إلى المرحوم، ولأنها عرَض لا يُتَصوّر حلولُه في الله عز وجل، فقد استُعْمِلت مجازا مشهورا في الإحسان المجرّد الذي تفضّل الله به على عبيده في الأرض، في مظاهر مختلفة تظهر فيها رحموتيته عز وجل.

يبين القرآن الكريم في آيات كثيرة أبعادَ رحمة الله وتجلياتها، ومظاهرها، ومن خلال تتبع موارد هذه الرحمة في القرآن والمعاني الخاصة التي جاءت فيها نجد أنها جاءت بمعنى النجاة من الغرق، والأمن من الاختلاف، والانتصار على النفس الأمارة بالسوء، والوقاية من السيئات، وصرف العذاب، ودخول الجنة، وتصريف النعم، والنبوة، وبلوغ الإنسان أشده، واستخراج الكنز، وهبة الله الأولاد، والمحبة القلبية الناشئة بين الزوجين، والغيث، والنجاة من الأعداء، وخلق الليل للسكنى، والنهار لابتغاء الفضل، ورفع البلاء، وغير ذلك، مما يشير إلى احترام النفس البشرية وحفظها وصيانتها وتشريع الشرائع التي تحفظ كرامتها وعصمتها.

إن (الرحمة) مصطلحٌ واسعٌ لمجالات الإحسان الواسعة لكل شيء، من الله المتفضِّل على عبيدِه، يقول تعالى: “ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتُبُها للذين يتقون ويؤتون الزكاة”، ومن أسمائه الحسنى عز وجل: (الرحمن) و(الرحيم)، وقد تجلّت رحمانيته في أعظم مظاهرها حين أرسل عز وجل عبده ونبيه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، رحمة للبشرية التي غرقت في أهوائها، وتاهت في شهواتها.

الرحمة وواقع التكفير

يشاهد المرء اليوم هذه الحركات التكفيرية التي ابتلي بكثرتها أهل هذا الزمان، والتي تدّعي الانتساب إلى سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتدّعي أنها تسلك منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكلما كان تشدُّد أحدهم أكثر ضد غيره من المسلمين، كلما وصفوه بأنه “صلْبٌ في السنة”، و”مخشوشنٌ” فيها، إن من المعروف أن هناك انتسابا تضليليا يُكاد به الإسلامُ تحت مظلة اتباع السنة المحمدية، وجعلها مرادفة للعنف، والقتل، والاغتيال، وهذا غير صحيح ألبتة، علما أن هناك مذاهب كثيرة تنتمي لهذا المصطلح لكنها لا تمت بصلة إلى العنف ولا إلى التكفير.

إذن نتحدث هنا عن جماعات تحاول

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمني برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح