طه عبد الرحمن امتحان الإرادة الأخلاقية من وجهة نظر الفيلسوف

38 مشاهدة

يضع المفكّر المغربي طه عبد الرحمن القارئ، منذ السطور الأولى لكتابه الجديد الفيلسوف ابن ساعته (منشورات مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني، 2025)، أمام سؤال وجودي ملحّ: كيف يمكن للفلسفة أن تبقى وفية لجوهرها في عالم يتسارع فيه تفكك القيم وانحسار الحقيقة؟

يقدّم الكتاب خلاصة فكرية كثيفة لرحلة طه الممتدّة على مدى عقود، وهو في سنّه المتقدّمة (الثمانين) يكتب شهادة فكرية تعبّر عن قلق الفيلسوف في مواجهة زمنه.

ينطلق المؤلّف من فكرة مركزية تشكّل مفتاح الكتاب: الفيلسوف لا يُقاس بعدد المفاهيم التي يبتكرها، وإنما بقدرته على المرابطة في ثغور العصر، أي في تلك النقاط الحسّاسة التي تتقاطع فيها المعرفة بالأخلاق، والسياسة بالإنسانية، والفكر بالفعل.

تكشف الأحداث السياسية عن عمق الأزمة الأخلاقية العالمية

من هذا المنطلق، يتتبع الكتاب علاقة الفلسفة بالواقع في زمن تهاوي المعايير، واضمحلال التمييز بين الحقيقة والزيف، مستعيداً مفهوم الرباط الفلسفي بوصفه شكلاً من أشكال الشهادة الفكرية.

يفتتح طه عمله بتمهيد يجيب فيه عن سؤال عنوانه: كيف يكون الفيلسوف ابنَ ساعته؟ معتبراً أن ارتباط الفيلسوف بزمنه لا يعني خضوعه لتقلبات اللحظة، وإنما حضوره الفاعل في أحداثها الكبرى، وتحمّله لمسؤولية الكلمة في مواجهة ما يسميه الشرّ المطلق.

ومن هنا يبتدئ الباب الأول من الكتاب، الذي يتناول هذا المفهوم من زوايا معرفية وأخلاقية متعدّدة، باحثاً في أسبابه الخفية وآثاره البعيدة، ومحللاً تحوّلات القيم في سياق ما بعد الحقيقة وما بعد الصدق، حيث تغدو السياسة مجالاً لتطبيع الكذب وتبرير الزيف.

في هذا السياق، يخصص المفكّر المغربي فصولاً لتحليل العلاقة بين الشر المطلق والإرادة الأخلاقية، متسائلاً عن موقع الفيلسوف في عالم يُختبر فيه معنى المسؤولية، ومقترحاً مفهوم الإرادة الإسلامية، التي تعيد وصل الأخلاق بالفعل العملي، وتستعيد للأمة طاقتها الروحية في وجه الانهيار القيمي.

ويتوسع في بحث أثر الفلسفة على المجال العام، من خلال فصول تناقش اتصال السياسة بالأخلاق والنظرية الاجتماعية، محاولاً إقامة وحدة بين التفكير الإتيقي والفكر العملي، وإعادة تعريف مفهوم القيمة بوصفها رابطاً بين النظر والعمل.

أما في الباب الثالث، فيعود

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح