زيارة الرئيس الصيني لأوروبا هل ينجح التكتل في التعامل مع التحديات

٢٠ مشاهدة
شكلت زيارة الرئيس الصيني لأوروبا بعد غياب لخمس سنوات محور نقاشات مكثفة في ضوء التحديات التي تخيم على العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبكين في ما يخص عمليات التجارة بين الطرفين وجاء ذلك على وقع تعليق اتفاقية الاستثمار والتجارة والتهديدات من المفوضية الأوروبية باتخاذ تدابير ضد السياسات التجارية غير العادلة رغم الحديث عن نيتهما بالتقارب فهل بات الاتحاد الأوروبي متخلفا عن الركب لحماية اقتصاده في وجه تمدد التنين الصيني ومعه روسيا لزيادة التبادل التجاري مع الأسواق الناشئة وبينما شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين خلال اللقاء المشترك في قصر الإليزيه على عدم قبول الممارسات التي تشوه السوق وفي مقدمتها قطاع صناعة السيارات الكهربائية بعدما غمرت السيارات الصينية المدعومة أوروبا بأسعارها المتدنية وأفادت تحليلات بأن التجارب دفعت أوروبا لاعتماد استراتيجية تقليص المخاطر مع الصين بعد أن باتت الأخيرة تحتل موقعا مركزيا في العديد من المجالات في الحياة الاقتصادية ومع الصعوبات في كسب شركاء تجاريين جدد من أجل تقليل الاعتماد عليها وتذكر الأوروبيون مؤخرا أنهم لم يفقدوا السياح فقط خلال جائحة كورونا بل كل أنواع سلاسل التوريد تقريبا وفي مقدمتها السلع الطبية الواردة من الصين والتي أغلقت الحدود في وجهها وقتها بصورة كاملة ومع نشر شبكة إيه آر دي الإخبارية اليوم الثلاثاء تقييما جديدا أجراه معهد الاقتصاد الألماني في كولن وبين فيه أن العديد من الشركاء التجاريين البديلين لأوروبا في الجنوب العالمي أصبحوا أكثر توجها نحو الصين من الاتحاد الأوروبي لتتفوق الدولة الآسيوية على التكتل وعلى الولايات المتحدة من حيث حجم التجارة مع 25 دولة ناشئة ونامية ذات أهمية استراتيجية بعدما كان التكتل الأوروبي وواشنطن حتى عام 2018 أهم شريكين تجاريين لهذه البلدان وزادت حصة الصين منذ عام 2010 من 12 إلى 20 على حساب الاتحاد الأوروبي الذي تراجعت حصته من 17 إلى 14 واعتبر خبير السياسة التجارية في المعهد المذكور سيمون غيراردس أن الأمر لم يعد يتعلق فقط بتصدير فول الصويا ورقائق البطاطس والسيارات بل يتعلق بالتأثير السياسي وقال في حواره مع الوكالة الألمانية إنه من خلال الاتصال التجاري الوثيق تعمل الصين وروسيا على تعزيز نفوذهما الجيوستراتيجي هناك لافتا إلى لجوء ألمانيا إلى البرازيل لإعادة شراء ذخيرة لأوكرانيا رغم رفض طلبها وأبرز الخبير أيضا ضرورة إدراك الغرب أهمية تجنب الاتكال على شركاء مفترضين في الجنوب العالمي مشيرا إلى أن بكين تعمل لتوسيع حضورها هناك كشريك تجاري لموردي المواد الخام وهذا يعني أيضا أن نفوذ الاتحاد الأوروبي من المرجح أن يستمر في الانحدار بغض النظر عن الحد من المخاطر ووفقا لغيراردس فإن السياسيين الألمان والأوروبيين فشلوا في إبرام اتفاقيات تجارية شاملة مع دول تكتل ميركوسور الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروغواي عندما كان التأثير في هذه الدول أكبر والتوصل لاتفاقيات اقتصادية معها أسهل وشدد على أن الجانب الأوروبي أضاع فرصة اتفاقية ميركوسور ما قد يكون سببا في تراجع قبول الأوروبيين شريكا تجاريا وأشار أيضا إلى أن التفاوض مع الصينيين كان دائما أسهل لتلك الدول في حين كان الأوروبي يلقي عليهم محاضرات حول حقوق الإنسان وفرض لوائح بيئية وهو ما وصفه الرئيس البرازيلي في وقت سابق بأنه إمبريالية تنظيمية وفي ظل هذه الأجواء نقل موقع ميركور أونلاين عن مراقبين أن استراتيجية فرق تسد الصينية تسير نحو الاتحاد الأوروبي رغم تأكيدات الصين الدائمة على رغبتها في التعاون مع التكتل الأوروبي والاستقلال الاستراتيجي للقارة وهو ما يعني شراكة أقل قربا مع الولايات المتحدة الأميركية إلا أن بكين لا ترى في الاتحاد الأوروبي لاعبا مهما نظرا لتنوع أصواته وتفضل التحدث مع الدول الأعضاء بطريقة منفردة ومن المعلوم أن هناك اختلافات في وجهات النظر بين العديد من دول الاتحاد وهذا أمر جيد بالنسبة لبكين وتشير التوقعات إلى أن المقابلات الصينية في صربيا والمجر ستكون أكثر دفئا من فرنسا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح