بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برقية إلى ملك المغرب محمد السادس للتعزية بوفاة والدته الأميرة للا لطيفة قال فيها تلقيت بأسى نبأ عودة روح والدتكم إلى خالقها وبارئها وكان لهذا الخبر المحزن الذي ألم بكم وبالأسرة الملكية بالغ الأثر فباسمي الخاص وباسم الشعب الجزائري أتوجه لجلالتكم بأصدق التعازي وتأتي هذه الخطوة الجزائرية في ظل توتر حاد تشهده العلاقات بين البلدين منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما في أغسطس آب 2021 وكان القصر الملكي المغربي قد أعلن أمس السبت وفاة الأميرة للا لطيفة أرملة الملك الراحل الحسن الثاني ووالدة الملك محمد السادس بحسب بيان للناطق الرسمي باسم القصر الملكي عبد الحق المريني نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية وتأتي تعزية تبون العاهل المغربي بوفاة والدته في وقت تشهد فيه علاقات المغرب والجزائر توترا دائما كانت أحدث فصوله اتهام الجزائر السلطات المغربية في مارس آذار الماضي بـالسطو على عقارات تابعة لها في المغرب مؤكدة أنها سترد على هذه الاستفزازات بكل الوسائل التي تراها مناسبة وهو الاتهام الذي اعتبرته الرباط لا أساس له ويندرج في نطاق روح تصعيدية غير مبررة وكانت الجزائر قد أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس آب 2021 وقال وزير الخارجية الجزائري وقتها رمطان لعمامرة إن هذا الإجراء جاء بعد تخلي المغرب عن الالتزامات الأساسية للعلاقات مع الجزائر وكانت هذه المرة الثانية في تاريخ البلدين التي تقطع فيها العلاقات بينهما إذ قررت الرباط عام 1976 قطع العلاقات مع الجزائر بسبب قضية الصحراء قبل أن يقرر البلدان إعادة تطبيع العلاقات بينهما في مايو أيار 1988 لكن عودة العلاقات لم تنه الأزمات بين البلدين الجارين ولعل من أبرز المحطات في هذا الإطار إغلاق الحدود البرية بين البلدين في أغسطس آب عام 1994 والتي لا تزال مغلقة إلى اليوم وتعود جذور الأزمة بين المغرب والجزائر إلى أكثر من ستة عقود خلت حين اندلعت حرب الرمال بين البلدين في عام 1963 أي بعد نحو عام على استقلال الجزائر بسبب خلاف حدودي حول منطقتي تندوف وبشار اللتين طالب بهما المغرب وهو الصدام الذي استمر لأيام محدودة وانتهى بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية وازداد وضع العلاقات بين البلدين تعقيدا بعد تنظيم المغرب المسيرة الخضراء عام 1975 التي شارك فيها نحو 350 ألف شخص وأنهت وجود الاستعمار الإسباني في المنطقة وكذلك بعد إعلان الجزائر اعترافها ودعمها جبهة البوليساريو الانفصالية في 1976 وهو ما ردت عليه الرباط بقطع العلاقات كما دخلت العلاقات بين البلدين الجارين مرحلة توتر أخرى منذ يناير كانون الثاني عام 1995 بعد اتهام الرباط للجزائر بالتورط في تفجير إرهابي لفندق أطلس آسني بمراكش في ديسمبر كانون الأول 1994 فيما ردت الجزائر حينها بإغلاق الحدود البرية التي لا تزال مغلقة حتى اليوم