في الذكرى الخامسة لـ تشرين العراقي

٤٠ مشاهدة
كانت تظاهرات أكتوبر تشرين الأول 2019 حدثا كبيرا مس غالبية العراقيين بطريقة أو بأخرى فمنهم من شارك في هذه التظاهرات ومنهم من أيدها أو عارضها أو عمل حثيثا على إجهاضها أو تفاعل معها بشكل من الأشكال يكاد تشرين العراقي بهذه الصفة يلامس الأحداث المفصلية الكبرى في تاريخ العراق المعاصر كان فيضانا مكبوتا للوطنية العراقية انفجر باتجاه السطح وفاض على كل الفعاليات الاجتماعية والسياسية وحتى الدينية وكان أيضا من أشكال الصدام المجتمعي والسياسي ومن الأشكال البارزة التي كشفها تشرين الأزمة الداخلية لـالشيعية السياسية وأقول داخلية بمعنى تعامل الشيعية السياسية مع المجتمع الشيعي تحديدا ولا سيما الأجيال الجديدة الشابة التي فتحت عيونها على نظام سياسي يتحدث على مدار الوقت عن نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلا أن هذا الجيل الشاب لا يعرف نظام صدام ولم يعاصره وإنما عاصر أشكالا خيالية من الفساد والتعدي على حقوق الناس تحت عمامة الشيعية السياسية المفارقة الكبرى أن الفعاليات الثقافية والإعلامية التي تشرف عليها الأحزاب الإسلامية الشيعية لم تستطع تقديم حقيقة نظام صدام واكتفت بشيطنته وتحويله شماعة لتعليق الأخطاء كلها بل استخدمته لإرهاب الخصوم فكل من يعارضهم هو صدامي بنظر هذه الأحزاب وهذا كله ساهم في جعل صورة صدام شاحبة وغير واقعية وبالتالي لم تتعلم الأجيال الجديدة شيئا مفيدا عن رهبة ورعب وإجرام نظام صدام ثم جاءت موجات مواقع التواصل الاجتماعي لتسمح بإنتاج صور ملطفة ومعاد إنتاجها لمستخدمين مجهولين جعلوا من مقاطع الفيديو القديمة لصدام جزءا من حالة النوستالجيا لنظام سابق كان قويا حسب تفسير هؤلاء المستخدمين المجهولين وأفضل بالضرورة من النظام الحالي كان من الطبيعي أن تستخدم الآلة الإعلامية والدعائية لأحزاب السلطة تهمة البعثية والصدامية في مواجهة الشبان الذين خرجوا إلى الشوارع والساحات ومعهم مجموعة كبيرة من المطالب قد تبدأ من البحث عن فرص عمل ولا تنتهي عند الرغبة باستعادة الوطن والوطنية من فكي الأحزاب الطائفية وقد ينادي بعض المتظاهرين بانفعال وحرقة بالدعوة إلى اسقاط النظام هذه المطالب كلها التي وحدتها الساحات كانت تشير بالإصبع مباشرة إلى فشل النظام الذي أنشئ بعد 2003 في تلبية طموحات المواطنين وما هو أكثر أهمية فشل هذا النظام في فهم سيكولوجيا الأجيال الجديدة والطرائق التي يفكرون بها كل إنسان مسه حدث تشرين بطريقة أو بأخرى لديه حكاية مع تشرين وحكايتي الشخصية أنها كانت امتحانا للمواقف واخترت أن أكون في صف الضحايا من الشبان المتظاهرين الذين سقطوا بنيران حكومة عادل عبد المهدي المجرمة ومن يدعمها من أحزاب متنفذة ولم أغلق حساباتي في مواقع التواصل أو أصمت كما فعل بعضهم وبقيت مؤيدا ومناصرا بل ومشاركا في الموجة الثانية من التظاهرات التي انطلقت في 25 أكتوبر الأمر الذي زاد من التهديدات الجدية على سلامتي الشخصية حتى وصلت إلى لحظة فاصلة كان فيها القرار الأسلم هو مغادرة بغداد للحفاظ على الحياة وعلى مستقبل العائلة من زاوية حكايتي الشخصية فإنني ملتزم أخلاقيا بدماء الضحايا التي لم ينصفها القانون العراقي حتى اليوم ولم يكشف عن مصير المغيبين والمفقودين بل دخلنا في مهازل كثيرة ترينا كيف أن الفاعلين السياسيين يتلاعبون بالقانون والمؤسسات وكل شيء من أجل أن يفلتوا من العقاب من هذه الزاوية تحديدا لست معنيا بالذين انقلبوا أو تغيرت مواقفهم وجرى شراؤهم بالمال السياسي لكي يصطفوا مع هذا الحزب أو ذاك بعد أن كان يواجههم منتقدا ومحتجا في ساحات التظاهر لست أيضا مع الأصوات العالية التي تنادي بـالثورة ولا أؤيدها وفي ذلك كلام كثير ولكني مؤمن أنه من المستحيل أن ينضج النظام السياسي ويتطور بكبت الحريات وإرهاب الناس وتقييد نشاط المجتمع المدني والحراك الاحتجاجي لا يمكن للاستبداد أن يقدم حلا بل هو يراكم الأخطاء تلك التي خرجت مظاهرات تشرين ضدها وتلك التي ما زالت تتوالى

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح