الذكاء الاصطناعي سلاحا استراتيجيا إنفيديا خط المواجهة الأول
لم تعد إنفيديا مجرد شركة متخصصة في تصنيع البطاقات الرسومية أو الشرائح الإلكترونية، بل تحولت إلى رمز للمرحلة الراهنة من الاقتصاد العالمي، حيث تصف نفسها بأنها محرك الذكاء الاصطناعي. فمع صعود الذكاء الاصطناعي أداةً مركزيةً لإعادة تشكيل أسواق العمل والصناعة والخدمات، باتت الشركة في صلب مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب البالغة قيمته 500 مليار دولار، المعروف بـستارغيت، الذي يهدف إلى تكريس قيادة الولايات المتحدة لهذا القطاع، وفق بلومبيرغ.
القيمة السوقية للشركة، التي لامست 4 تريليونات دولار، جعلت منها معيارًا حساسًا لاتجاهات الاستثمار في التكنولوجيا. ولذلك، فإن نتائجها المالية لم تعد مجرد بيانات تخص مستثمري وول ستريت، بل مؤشرًا على قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على تفوقها التكنولوجي في مواجهة الصين. وفي الظروف العادية، كان ذلك كافيًا لإثارة الجدل. لكن في قطاع أشباه الموصلات، هناك اليوم مجموعة جديدة من المتغيرات، إذ يزداد التنافس الأميركي – الصيني.
وبحسب بلومبيرغ، من المنتظر أن تكشف أرباح وتوقعات إنفيديا – عقب إغلاق السوق الأميركية – عن مدى استمرار موجة الإنفاق العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذه النتائج ستحدد ليس فقط مستقبل الشركة، بل اتجاهات استثمار عمالقة التكنولوجيا الآخرين الذين يراهنون على الحوسبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وفيما كان إعلان مثل هذه النتائج كافيًا لإثارة الجدل في أي وقت، إلا أن قطاع أشباه الموصلات اليوم محمّل بمعطيات سياسية واقتصادية إضافية، حيث تحولت الرقائق إلى أداة للضغط المتبادل بين واشنطن وبكين.
الصين: الشريك والخصم
تظل حصة الصين من إيرادات إنفيديا مسألة غامضة للمحللين، لكن المؤكد أن بكين تسعى لكسر هيمنة الشركة الأميركية عبر سياسات متوازية: من جهة، تعمل على الحد من استخدام معالج H20 الذي سمحت واشنطن بتصديره، ومن جهة أخرى، تدعم الشركات المحلية المنافسة مثل Cambricon، التي أعلنت أخيرًا أرباحًا قياسية بفضل الطلب المتزايد على الرقائق الصينية.
هذا المسار يعكس سياسة مزدوجة للصين: تقليص الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية، وتسريع بناء منظومة ذاتية قادرة على المنافسة عالميًا. وهو ما يعيد إلى الأذهان التجارب السابقة في مجالات
ارسال الخبر الى: