صراع الدين والفلسفة في محاكمة سقراط الخلاف على شكل الحكم

118 مشاهدة

غالباً ما تكون عملية تقديم الأفكار الجديدة مصحوبة باضطراب أخلاقي، يسبق مجيئها، ويستمر حتى انتصارها. تلخّص هذه الكلمات مقولة كتاب صراع الدين والفلسفة في محاكمة سقراط، الصادر حديثاً عن دار التنوير، من تأليف المؤرخ الفرنسي فيكتور دوروي (1811 – 1894) وآخرين، ومن اختيار إسكندر حبش وترجمته. إذ لا يتناول الكتاب محاكمة سقراط، بذاتها، وإنما الظروف التي أحاطت بها، بما في ذلك الفرض الذي أقامه سقراط على نفسه، بإظهار المعنى الأخلاقي للفعل الإنساني.

والمعنى الأخلاقي بالصورة التي يعرضها الكتاب، هو التأمل في الواجبات، وفي السنن الثابتة للخير والجمال. كما يبحث الكتاب في فلسفة سقراط، ونظرته إلى الدين باعتبارهِ حكمة إنسانية، وما ينطوي على هذا الإسناد من مشقة.

يقدّم للكتاب الأنثروبولوجي التونسي يوسف صديق (1943)، وهو نقاشٌ في العلاقة بين السلطة الدينية والفكر الحر في القرن الخامس قبل الميلاد، يضيء على جوانب من هذه العلاقة بأصوات مؤرخين وفلاسفة، إلى جانب فيكتور دوروي، مثل الفيلسوف البريطاني مايلز بورنيات (1939–2019).

يتألف الكتاب من ثلاثة فصول، وهي: صراع الدين والفلسفة في زمن سقراط، وتكفير سقراط، والحكم على سقراط. ويظهر تتالي العناوين، تركيب فصول الكتاب، ليكون أقرب لتفسير إعدام سقراط. وقد جاء في اتهامه: عدم الاعتراف بآلهة الجمهورية، وإدراج ألوهيات جديدة، وإفساد الشباب.

أما عن الألوهيات التي كان سقراط يبشّر بها، فلم تكن وفق دوروي، سوى الإله الواحد، وهو كما يصفه سقراط: إله يشع بالحياة الخالدة، يسمع كل ما يتحادث به البشر، ويرى ما يفعلونه.

في جميع الأحوال، لا يجتهد الكتاب في إثبات إن كان سقراط توحيديّاً، خاصة أن تبنيه للإله الواحد، يجيء في سياقاتٍ متداخلة، أحدها أنّ صوت الله، هو المنطق المستقيم الذي يحدثنا من الداخل. لكن الكتاب ينشغل بمسعى آخر، وهو الإثبات أن الحكم على سقراط، لم يكن من جرّاء رفضه آلهة الجمهورية، بل بسبب آرائه السياسية.

في توضيح الجانب السياسي للمحاكمة، يعرض الكتاب وقائعها على خلفية هزيمة أثينا في الحرب البلوبونيزية، وسقوط المدينة في قبضة طغاة الثلاثين، ثم استعادة الديمقراطية. فالظروف

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح