الدين الحكومي المتزايد يهدد سلامة الاقتصاد الأميركي

٣٠ مشاهدة
ارتفع الدين الحكومي الأميركي بنسبة تقترب من 50 مقارنة بما كان عليه في الأيام الأولى لظهور وباء كوفيد 19 الأمر الذي تسبب في تصاعد مستويات القلق في وول ستريت وعلى الاقتصاد الأميركي برمته وتجاوزت قيمة سندات الدين الفيدرالي الأميركي هذا العام مستوى 34 5 تريليون دولار أي أكثر مما كانت عليه في مارس آذار 2020 بنحو 11 تريليون دولار وهو ما مثل نسبة 120 من حجم الاقتصاد الأميركي الذي يعد أكبر اقتصاد في العالم وحتى وقت قريب لم يتم التعبير عن القلق بشأن هذه الأرقام الضخمة إلا خلال المناوشات الحزبية وكذلك من الهيئات الرقابية مثل لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة ومع ذلك ففي الأيام الأخيرة امتدت الأحاديث إلى الشركات الحكومية والمالية ذات الثقل حتى أن إحدى الشركات البارزة في وول ستريت تساءلت عما إذا كانت التكاليف المرتبطة بالديون تشكل خطرا كبيرا على ارتفاعات سوق الأسهم التي سجلت مؤشراتها الرئيسية هذا الأسبوع مستويات قياسية جديدة وقال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي جيروم باول في تصريحات يوم الثلاثاء أمام جمهور من المصرفيين في أمستردام إننا نعاني من عجز هيكلي كبير وسيتعين علينا التعامل مع هذا عاجلا أم آجلا والأمر سيكون عاجلا أفضل من آجلا ورغم أن باول تجنب سابقا التعليق على مثل هذه الأمور فقد شجع مستمعيه على قراءة التقارير الأخيرة لمكتب الميزانية بالكونغرس حول الوضع المالي للبلاد وقال يجب على الجميع أن يقرأوا الأشياء التي تنشر حول عجز الميزانية الأميركية ويجب أن يشعروا بقلق بالغ من أن هذا أمر يحتاج المشرعون المنتخبون من المواطنين إلى التعامل معه عاجلا وليس آجلا الاقتصاد الأميركي والديون والعجز وتنذر بيانات البنك المركزي الصادرة حديثا والتي يتم التعامل معها في الكونغرس بالسوء لأنها تحدد المسار المحتمل للديون والعجز وتشير تقديرات الوكالة الرقابية التابعة للكونغرس إلى أن الديون المستحقة على عامة الناس والتي تستبعد الالتزامات الحكومية الداخلية يبلغ مجموعها حاليا 27 4 تريليون دولار وهي مرشحة للارتفاع من النسبة الحالية والمقدرة بـ99 من الناتج المحلي الإجمالي إلى 116 على مدى العقد المقبل وقال مكتب الميزانية في الكونغرس في آخر تحديث له إن ذلك سيكون أكبر من أي مستوى تم تسجيله في أي وقت مضى في تاريخ البلاد وكان ارتفاع العجز في الميزانية سببا في تفاقم الديون ويتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يزداد الأمر سوءا خلال السنوات القادمة وتتوقع الوكالة عجزا بقيمة 1 6 تريليون دولار في السنة المالية 2024 تحقق منها 855 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة وتراه واصلا إلى 2 6 تريليون دولار بحلول عام 2034 وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي سينمو العجز من 5 6 في العام الحالي إلى 6 1 خلال 10 سنوات وفقا للوكالة وذكر التقرير أنه منذ الكساد الكبير لم يتجاوز العجز هذا المستوى إلا خلال وبعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية وأيضا وقت الأزمة المالية العالمية 2007 2009 ثم خلال فترة ظهور وانتشار وباء كوفيد 19 وبعبارة أخرى فإن مستويات العجز المرتفعة هذه شائعة في الغالب في فترات الركود الاقتصادي وليس الرخاء النسبي الذي تمتعت به الولايات المتحدة في أغلب فترات السنوات الثلاث الأخيرة ومن منظور عالمي فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ملزمة بإبقاء العجز عند مستوى 3 من الناتج المحلي الإجمالي وكانت التداعيات المحتملة للديون على المدى الطويل موضوع مقابلة أجراها جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان تشيس مع قناة سكاي نيوز ومقرها لندن الأربعاء الماضي وقال رئيس أكبر بنك أميركي من حيث الأصول والإيرادات الربحية يجب على أميركا أن تدرك تماما أنه يتعين علينا التركيز على قضايا العجز المالي لدينا أكثر قليلا وهذا مهم للعالم وأضاف ديمون في مرحلة ما سوف يسبب مشكلة فلماذا تنتظر سوف يكون سبب المشكلة هو السوق وبعد ذلك سوف تضطر إلى التعامل معها وربما بطريقة غير مريحة أكثر بكثير مما لو كنت قد تعاملت معها في البداية وبالمثل قال راي داليو مؤسس بريدجووتر أسوشيتس لإدارة الاستثمار لصحيفة فاينانشال تايمز قبل بضعة أيام إنه يشعر بالقلق من أن ارتفاع مستويات الديون الأميركية سيجعل سندات الخزانة أقل جاذبية خاصة من المشترين الدوليين القلقين بشأن صورة الديون الأميركية والعقوبات المحتملة وتظهر أحدث الأرقام الصادرة من وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء الماضي أن هذه المخاوف لم تتحقق حتى الآن حيث بلغت الحيازات الأجنبية من الديون الفيدرالية الأميركية 8 1 تريليونات دولار في مارس آذار بزيادة 7 عن العام الماضي ولا تزال سندات الخزانة الأميركية هي أدوات الدين الأكثر أمانا في العالم حيث تعتبر في نظر ملايين المستثمرين خالية من المخاطر وتمثل مكانا جذابا لحفظ الأموال النقدية إلا أن هذا قد يتغير إذا لم تقم الولايات المتحدة بكبح جماح احتياجاتها المالية وامتدت مخاوف تعقد سوق السندات الأميركية إلى أسواق الأسهم وقال محللون في شركة وولف للأبحاث في مذكرة حديثة المشكلة الكبيرة الواضحة هي أن الدين الفيدرالي الأميركي يسير الآن على مسار طويل الأجل غير مستدام على الإطلاق وتشعر الشركة بالقلق من انصراف مستثمري السندات عن الشراء لو لم تتمكن الولايات المتحدة من ترتيب بيتها المالي في حين يؤدي ارتفاع تكاليف الفائدة إلى مزاحمة الإنفاق على المشروعات العامة وكتب محللو وولف شعورنا هو أن صناع السياسات من الحزبين لن يكونوا مستعدين لمعالجة الاختلالات المالية طويلة المدى في الولايات المتحدة بطريقة جدية حتى تبدأ السوق في التصدي بقوة لهذا الوضع غير المستدام وأضافوا نعتقد أن صناع السياسات والسوق على الأرجح يقللون من تقدير صافي تكاليف الفائدة المتوقعة في المستقبل وقد أدى رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي إلى تعقيد وضع الديون حيث رفع بنك الاحتياط الفيدرالي سعر الاقتراض قصير الأجل 11 مرة بدءا من مارس آذار 2022 حتى يوليو تموز 2023 بإجمالي رفع 5 25 مستخدما العديد من الأدوات الأخرى لتشديد السياسات النقدية وبلغ صافي الفوائد على الديون والتي تمثل إجمالي مدفوعات الديون الحكومية مطروحا منها ما تحصل عليه من دخل الاستثمار 516 مليار دولار في السنة المالية الحالية وهو ما يتجاوز النفقات الحكومية على الدفاع الوطني أو الرعاية الطبية ويقترب من أربعة أضعاف ما تم إنفاقه على التعليم ومن الممكن أن تحدث الانتخابات الرئاسية بعض الاختلافات المتواضعة في الوضع المالي حيث يسجل التاريخ أن الديون ارتفعت في عهد الرئيس جو بايدن كما ارتفعت في عهد منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب في أعقاب تطبيق سياسات الإنفاق القوية التي كانت لازمة للتصدي للتبعات المالية للجائحة وقال الاقتصاديان في بنك الاستثمار العملاق غولدمان ساكس أليك فيليبس وتيم كروبا في مذكرة يمكن أن تغير الانتخابات التوقعات المالية على المدى المتوسط على الرغم من أن هذه التغييرات قد تكون أقل كثيرا من التوقعات وأضافا يمكن أن يؤدي اكتساح الحزب الجمهوري إلى تمديد فترات التخفيضات الضريبية للشركات التي قدمها ترامب في عام 2017 في حين أن فوز الديمقراطيين قد يشهد تطبيق زيادات ضريبية على الرغم من أن معظم هذه الزيادات سيذهب لتغطية الإنفاق المتزايد وأكد محللا البنك أن أكبر مشكلة في الميزانية هي الإنفاق على الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية مشيرين إلى أن الإصلاح في أي من البرنامجين تحت أي سيناريو في ما يتعلق بالانتخابات لن يكون محتملا

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح