الدراما المحلية مأزق الكتابة أمام الذكاء الاصطناعي

32 مشاهدة

تفرض المرحلة الراهنة إعادة نظر جدّية في طبيعة العلاقة بين الدراما التلفزيونية المحلية والذكاء الاصطناعي الذي لم يعد أداة مساعدة، بل بدأ يمارس شكلاً من السيطرة الترويضية على النص الدرامي بوصفه ركناً تأسيسياً في العمل التلفزيوني ككل. هذا التأثير لا يقتصر على الكتابة وحدها، بل يمتد إلى مختلف المكوّنات الإبداعية والإنتاجية.
في المقابل، تتجلّى حالة انبهار واسعة لدى الجمهور بمنتجات المنصّات الدرامية العالمية، وهي منتجات تخضع، في معظمها، لتقييمات الذكاء الاصطناعي وإرشاداته، وربما لتدخّله المباشر في صياغة النصوص الجاهزة للتصوير. هذا الواقع فجّر احتجاجات واسعة لكتّاب السيناريو والحوار حول العالم، ليس بسبب شبهة سرقة الإبداع فقط، بل بسبب القطيعة الجوهرية بين هذا الذكاء والحسّ الإنساني المتشكّل داخل ثقافات أخلاقية واجتماعية متباينة.
فالذكاء الاصطناعي، في جوهره الحالي، ليس أكثر من منظومة تجميعية لابتكارات سابقة أثبتت نجاحها. ومن هنا، فهو عاجز ــ حتى الآن ــ عن التمييز بين سياقات اجتماعية وثقافية متباعدة، أو عن إدراك الفوارق الدقيقة بين شخصيات تنتمي إلى بيئات متناقضة. الحدث الدرامي لديه يُقاس بوصفه معطى إحصائياً، لا تجربة إنسانية. وهذه المفارقة يدركها المحترفون جيداً، من دون أن يملكوا وسيلة حقيقية لتجاوزها.
تسعى شركات التمويل والإنتاج المحلية، بدورها، إلى محاكاة منتجات المنصّات العالمية، في محاولة للتماهي مع نموذج أثبت نجاحه التجاري. غير أن هذا السعي يساهم في ترسيخ أنماط فرجوية مروّضة، تُقصي السياقات المحلية لحساب قوالب جاهزة، صُنعت وتكرّست عبر تاريخ طويل من الإنتاج السينمائي والتلفزيوني. والنتيجة خلط متزايد بين الدراما التلفزيونية والسينما داخل نماذج البث الرقمي، حيث تُقدَّم المسلسلات بوصفها أفلاماً سينمائية ممتدّة زمنياً.
يبدو هذا الخلط جزءاً من عملية إخضاع تسويقي تهدف إلى توحيد الجمهور عبر توحيد السلعة. وهو مسار غير خطِر في حدّ ذاته، إذ إن موازين القوة تميل حالياً بوضوح لمصلحة المنصّات. إلا أن هذه المرحلة يمكن قراءتها بوصفها تمهيداً لمرحلة لاحقة في تاريخ الفرجة، مرحلة ما بعد المنصّات، التي تتشكّل ملامحها منذ الآن.
السؤال الذي يواجه الدراما التلفزيونية المحلية، والعربية خصوصاً، يتمحور حول

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح