الحياد لأنظمتنا العربية

٣٠ مشاهدة

الطبيعي أن طوفان الأقصى وجرائم الإبادة الجماعية الممارسة إسرائيلياً في غزة والدمار والتدمير، يجعل غزة منطقة غير صالحة للحياة، وذلك يعطي محور المقاومة تأييداً شعبياً واسعاً حتى في البلدان التي لا تخرج فيها مظاهرات ولا تسمح بالتظاهر..

الأنظمة العربية تحديداً تعي وتعرف هذه الحقيقة في واقعها والدليل أنها لا تمارس العداء علنياً لفلسطين أو للقضية الفلسطينية فيما تطبيعها مع إسرائيل من فوق ومن تحت الطاولة يجسد أنها في السير مع إسرائيل، فهي تريد إنهاء القضية الفلسطينية وتتجنب إعلان ذلك سياسياً وإعلامياً لما يمثله من إحراج أمام الشعوب أو الشارع العام..

إذا استرجعنا فترة المد القومي اليساري فهذا المد لم يكن فقط يهاجم الأنظمة بل كان يهدد ويسعى لإزالتها تحت عنوان الرجعية والإمبريالية وربطاً بالاستعمار..

محور المقاومة ليس من هذا المد ولا يمارس العداء بأي قدر تجاه الأنظمة وبالتالي فهو لا يتبنى تحريض الشعوب على أنظمتها ولا يريد أو يدعم انقلاباتها بل رؤيته البعيدة أن الانقلابات لا تخدم الشعوب في واقعها وقد تضر بالقضية الفلسطينية أكثر مما تفيد..

ولهذا .. فإن نجاح الصين في اتفاق إعادة العلاقات بين إيران والسعودية لم يرتكز أو يركز على أحادية العداء أو إقامة علاقات مع إيران أو التطبيع مع إسرائيل لأن الأنظمة المطبعة مع إسرائيل كالإمارات لديها علاقات دبلوماسية مع إيران، كما أن مصر تقاربت كثيراً مع إيران بمستوى من إعادة العلاقات وكأنما إسرائيل و “نتنياهو” يمارسان شعار العداء لإيران والترويج له عربياً وكأنها تتحدث نيابة أو باسم أنظمة عربية..

المشكلة بالنسبة للأنظمة هي في حدوث الحرب في أوكرانيا ربطاً بطوفان الأقصى والأنظمة قد سارت إلى تفعيل السيناريو الأمريكي الذي يقضي باعتبار كل من يخالف أمريكا أو يعادي “إسرائيل” هو إرهابي ويجب اجتثاثه واقتلاعه وهذا يمثل التزاماً تجاه إسرائيل باقتلاع المقاومة الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطيني إن قررت ذلك إسرائيل..

الحملة العربية الإعلامية ضد حزب الله في حرب 2006م، ومن ثم إدراج حزب الله في قائمة “الإرهاب” يقدم الالتزام العربي الرسمي لحماية إسرائيل من المقاومة الفلسطينية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة الثورة صنعاء لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح