الحوثيين و لعبة عض الاصابع
128 مشاهدة
الوطن العدنية/مقال لـوضاح اليمن الحريري
اصدر الرئيس الامريكي ترامب، في بداية مبكرة، لتوليه الرئاسة في فترته الثانية، امره التنفيذي باعتبار حركة الحوثيين، منظمة ارهابية، ووجه في أمره بمجموعة من الاجراءات، للتضييق على الحركة وقدراتها، دون أن يذهب في امره ابعد من ذلك، مما يعني أن المدى الزمني لهذا الأمر، قد يكون طويلا يمتد لسنوات او قصيرا من عدة أشهر، بحسب مقتضيات الاوضاع وتطور الاحداث في منطقة الشرق الاوسط والبحر الاحمر، بما فيها ما يمكن ان يهدد او لا يهدد المصالح الامريكية وارتباطاتها الاقليمية.
السوابق الامريكية
يمكن ببعض التقييم للسوابق الامريكية، في تدخلاتها على مستوى العالم وفي أوامر قياداتها المشابهة لهذا الامر التنفيذي، في افغانستان او العراق او غيرهما، أن نكتشف ان البراجماتية الامريكية في سياستها الدولية وعلاقاتها الخارجية، غالبا لا تتسم بالثبات والجمود الاستاتيكي، نقصد ان نظريتها النفعية، هي عادة التي تحرك نشاطها وتوجه خطواتها، تجاه خصومها او حلفاؤها، بالتالي من الصعب الركون على هذا الامر التنفيذي وحده، خصوصا في مسألة حلحلة الاوضاع المعلقة في اليمن، ما لم يتبع بخطوات ملموسة أخرى، كالعمل العسكري مثلا وهو الامر غير المضمون بأن تقوم به الولايات المتحدة فقد تكتفي الحكومة الامريكية، بالتشديد وفرض الحصار على الحوثي، دون ان تتدخل لصالح خصومه، الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا ومجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذين يحتاجوا اكثر من هذا الامر التنفيذي، كي يسعوا لتحقيق نصر حاسم على الحوثيين في حربهم معهم، الحرب المعلقة والمشغولة بحروب اخرى اكثر تفصيلية، داخليا وخارجيا.
لابد اذن من قراءة حصيفة، ليس لتداعيات الامر الترامبي، بقد ما يجب من استيعاب وتمحيص في تبعاته ونواتجه، وسيناريوهات اثره المحتملة، على الاصعدة المختلفة، مع معرفة ميزات ما يمكن ان يحققه ذلك، من تفوق او تقدم بالنسبة للأطراف المحلية المواجهة للمشروع الحوثي، لأن الامريكان، قد لا يكون في بالهم او من بين اهدافهم، ان الأمر يعني ان ينتهي بهزيمة الحوثي في الحرب والتخلص من حركته، لذا فإن على الشرعية ان تقرأ الامر التنفيذي مع قراءة العقلية الامريكية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على