الحوثيون ينظمون تمرينا قتاليا واسعا في صعدة والرسائل موجهة إلى الرياض وتل أبيب

في تصعيد عسكري لافت للنظر، يأتي في ظل تحركات سياسية مكثفة تقودها الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية لاحتواء التوترات ودفع عملية السلام في اليمن، نظّمت ميليشيا الحوثي اليوم الثلاثاء تمرينًا قتاليًّا واسع النطاق لما تُسميه قوة المهام النوعية التابعة لما يُعرف بـقوات حرس الحدود، وذلك في محافظة صعدة شمال اليمن المحاذية للحدود السعودية.
وبحسب ما نقلته النسخة الحوثية من وكالة الأنباء سبأ، فقد شاركت وحدات رمزية في هذا التطبيق العسكري الميداني الذي جرى تحت شعار لستم وحدكم، وهو عنوان يحمل دلالات أيديولوجية ودعائية تشير إلى خطاب إقليمي أوسع، ويستخدم القضية الفلسطينية غطاءً إيديولوجيًّا لتحشيد القوى على الجبهات الداخلية.
وزعمت الجماعة أن الهدف من التمرين هو محاكاة تنفيذ عمليات استهداف لمواقع للعدو الصهيوني الثابتة والمتحركة، في محاولة لتلميع صورتها كفاعل مقاوم على الساحة الإقليمية، رغم أنها لا تزال متورطة في صراع داخلي مع الشعب اليمني وحكومته المعترف بها دوليًّا.
وفقًا للتصريحات التي نشرها الإعلام الحوثي، فقد أكد المتحدثون باسم ما يُعرف بـحرس الحدود أن هذه المناورة تأتي ضمن سعي مستمر لتطوير قوة المهام النوعية، استعدادًا – بحسب زعمهم – لأي مواجهة قادمة مع الأعداء.
لكن خلف هذا الخطاب الدعائي، يرى عدد من المراقبين والمحللين العسكريين أن هذا التمرين ليس مجرد تدريب عسكري تقني، بل يحمل في طياته رسائل واضحة ومباشرة تتجاوز الحدود اليمنية، لتصل إلى الرياض وعواصم أخرى، وتعكس تصاعد مستوى الاستفزاز الحوثي في لحظة سياسية دقيقة.
تأتي المناورة بعد يوم واحد من زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى مدينة عدن، في مؤشر على تحركات دبلوماسية متسارعة تسعى لتحقيق اختراق في الجمود السياسي المستمر منذ سنوات. كما تزامنت مع أنباء عن وصول السفير أحمد علي عبد الله صالح إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة قد تكون ذات دلالات كبيرة في إعادة تشكيل الخارطة السياسية داخل اليمن.
ويأتي هذا التصعيد الحوثي في وقت يشهد فيه المشهد السياسي اليمني حالة من الفراغ والتخبّط، خاصةً في ظل الانتقادات المتزايدة
ارسال الخبر الى: