الحوثيون يفرضون وصايتهم على المنظمات الدولية في اليمن

٢٩ مشاهدة
تستمر جماعة الحوثيين بتضييق الخناق على المنظمات الدولية في اليمن في إطار استهداف الجماعة للعمل المدني والمجتمعي ومحاولة توظيفه لخدمة أجندتها وكشفت وثيقة صادرة عن المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي التابع للحوثيين أخيرا عن قيود إضافية على عمل المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة وتطالب الوثيقة التي تم توجيهها إلى ممثلي المنظمات الدولية في اليمن بتقديم المنظمات معلومات مفصلة عن هيكلها الوظيفي بما في ذلك أسماء الموظفين ومسمياتهم الوظيفية كما تشترط على المنظمات الدولية في اليمن الحصول على إذن مسبق من الجماعة ممثلة بالأمانة العامة للمجلس الأعلى قبل استكمال إجراءات توظيف أي كوادر محلية أو أجنبية بحسب احتياجات المنظمة ومتطلبات مشاريعها أو أنشطتها وأشارت الوثيقة إلى اتفاقية موقعة بين حكومة الحوثيين والمنظمات تتضمن قيام المنظمة بتوظيف كوادر محلية أو أجنبية بحسب احتياجاتها وأنشطتها وذلك بالتشاور مع الحكومة ممثلة بالأمانة العامة للمجلس الأعلى والحصول مسبقا على موافقتها صلاح أحمد غالب سياسة جماعة الحوثي قائمة على الإحلال الوظيفي لعناصرها على حساب الناس الآخرين وكانت جماعة الحوثيين قامت مطلع يونيو حزيران الماضي باختطاف أكثر من 50 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية بينهم نساء في أربع محافظات واقعة تحت سيطرتها هي صنعاء وصعدة وعمران والحديدة ودهمت الجماعة عبر مسلحين تابعين لها بعض منازل الموظفين وقامت باختطافهم كما اختطفت البعض الآخر من أماكن عملهم وفي نقاط تفتيش تابعة لها واتهمت الجماعة المختطفين بتهم أبرزها التخابر لصالح جهات خارجية حيث ترافقت هذه الاختطافات مع زعم الجماعة الكشف عن خلية تجسس لصالح أميركا وإسرائيل وفقا لما أعلنه الإعلام الأمني التابع للجماعة وقال الناشط الحقوقي اليمني المحامي صلاح أحمد غالب لـالعربي الجديد إن سياسة جماعة الحوثي قائمة على الإحلال الوظيفي لعناصرها على حساب آخرين وبدأ هذا الأمر منذ انقلاب الجماعة على الدولة في سبتمبر أيلول 2014 تمكين الحوثيين في المنظمات الدولية في اليمن وأضاف غالب أن الحوثيين يريدون الآن تمكين عناصرهم في المنظمات الدولية في اليمن بعد أن اختطفوا العشرات من العاملين في المنظمات الدولية والمحلية ووجهوا لهم تهم العمالة والجاسوسية فهم يريدون تمكين عناصرهم عبر الضغط بالرقابة على الهيكل الوظيفي وهذه الإجراءات ستحد من عمل المنظمات الدولية والمحلية التي تأبى على نفسها أن تكون مطية لجماعة طائفية تتحكم بعملها ومشاريعها وأشار غالب إلى أن استمرار اختطاف العشرات من الموظفين العاملين في المنظمات الدولية في اليمن يعد جريمة بحق هؤلاء الأشخاص وبحق القوانين والعدالة والإنسانية وجريمة بحق المجتمع الذي كان يستفيد من عمل هذه المنظمات التي تحاول أن تخفف المأساة في المجتمع اليمني وهي المأساة التي صنعتها جماعة الحوثي بحروبها وبتدمير الاقتصاد ونهب المال العام ونهب الرواتب وغيره من جهته قال الصحافي صامد السامعي لـالعربي الجديد إن جماعة الحوثيين تحاول فرض كامل سلطتها على منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية وإذا كان أخذ موافقة مسبقة من الجماعة قبل استكمال إجراءات توظيف أي كوادر محلية أو أجنبية يعني شيئا فهو يعني أنه تم ضرب العمل المدني نهائيا وأضاف هذه سلطة ليس لها ميثاق ذلك أنها تخالف الدستور والقانون بشكل فج فكيف يمكن الوثوق بها بعد الممارسات القمعية والعنفية واعتقال وإخفاء العشرات من موظفي المنظمات الدولية والمحلية وهذا هو المسمار الأخير الذي تدقه الجماعة في جسد المجتمع المدني وهي أصلا لا تريد مجتمعا مدنيا ولا تريد أي صوت آخر غير صوتها صامد السامعي جماعة الحوثيين تعمل على ضرب العمل المدني واعتبر السامعي أن الحوثيين لا يريدون أن يكون للعمل المجتمعي وللمجتمع المدني صوت ودور في مناطق سيطرتهم لذلك طالما بقيت هذه الجماعة لن يكون هناك مستقبل للمجتمع المدني ليس للمنظمات وحسب بل حتى الأحزاب السياسية والفعاليات المدنية والنقابات والاتحادات وأضاف من البديهيات والمسلمات أن الدول تقوم على عقد اجتماعي متمثل بالدستور والقانون اللذي تنجم عنهما مؤسسات وسيطة بين الدولة وبقية الكيانات والأفراد أما الحوثي فهو لا يعترف بهذا العقد الاجتماعي من أساسه ولا يحترم الدستور ولا القانون ولا يضع لهما اعتبارا يتعامل كما لو أنه في غابة ويمتلك السلاح لقمع كل من يعارضه ويفرض ما يريده هو لذلك على المجتمع المدني أن يستعيد مضامين النضال ضد هذه الجماعة التي لا تقبل بالآخر سلوك إقصائي من جهتها قالت الناشطة السياسية أحلام عبدالله لـالعربي الجديد إن جماعة الحوثيين تكشف عن سلوكها الإقصائي الهادف لبسط سيطرتها على كل المؤسسات في مناطق سيطرتها وتسخيرها لخدمة أجندتها بما فيها منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإغاثية وتريد الجماعة أن تبسط نفوذها على هذه المنظمات من خلال الإشراف التام على عملها وصولا إلى اختيار العاملين فيها وهذه مقدمة لفرض المشاريع والأنشطة عليها وهذا السلوك امتداد للسلوك الذي تنتهجه الجماعة منذ انقلابها في تسخير مؤسسات الدولة لصالحها وإحلال أعضاء الجماعة بديلا عن موظفي القطاع العام ورأت عبدالله أن جماعة الحوثيين من خلال التضييق على المنظمات العاملة في مناطق سيطرتها تريد القضاء على كل أشكال العمل المدني بعد أن قضت على الأحزاب السياسية في مناطق سيطرتها وكبلت عمل النقابات والجمعيات وحولتها إلى أدوات لخدمة مشروعها وهذا الأمر خطير جدا لأن من شأنه العودة بالبلاد إلى ما قبل قيام النظام الجمهوري من خلال القضاء على كل مكتسباته وأشارت إلى أن استمرار اختطاف العشرات من موظفي المنظمات الدولية في اليمن بدون محاكمة يؤكد السلوك المليشياوي لجماعة الحوثي وهو سلوك لا يمت للدولة بصلة فقد تم اختطاف الموظفين بدون أوامر من النيابة وبدون تهم محددة والقانون اليمني يجرم ذلك وتابعت تهدف جماعة الحوثيين من خلال هذا السلوك لابتزاز المنظمات الدولية في اليمن واتهام العاملين فيها بالعمالة والتجسس لصالح قوى خارجية بهدف إلهاء الشعب بقضايا خارجية بحيث تتهرب الجماعة من التزاماتها الداخلية وفي مقدمتها صرف الرواتب فهي تريد أن تقول للشعب لا يمكنك المطالبة بحقوقك ونحن نواجه العملاء والجواسيس ومن خلفهم أميركا وإسرائيل

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح