الحوثيون لا يريدون وطنا بل مزرعة عبيد

66 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل
عبدالجبار سلمان

في زمن تتطلع فيه الشعوب إلى الحرية والديمقراطية والتنمية، يعيش اليمن مفارقة تاريخية مريرة. فبدل أن يسير في طريق بناء الدولة، أُعيد قسرًا إلى زمن السلالات والكهنوت بفعل جماعة مسلحة لا ترى في الوطن إلا أرضًا مُستباحة، وشعبًا لا يستحق الحياة ما لم يخضع وينصاع ويُسبّح باسم “السيد”. الحوثيون، ومنذ لحظة انقلابهم على الدولة في 2014، لم يطرحوا أي مشروع وطني جامع، لا سياسي، لا اقتصادي، لا إنساني. بل طرحوا مشروعًا واحدًا: مشروع الهيمنة بالقوة والطاعة العمياء والتجنيد الإجباري والخراب. لا يريدون وطنًا فيه مؤسسات، بل يريدون مزارع بشرية تُدار بعقلية القطيع. لا يقبلون بشعب حرّ، بل يطمحون إلى شعب خانع، مجرد أداة لحروبهم ومعاركهم التي لا تنتهي. لقد أفرغوا الدولة من مضمونها، فحوّلوا الوزارات إلى دكاكين جباية، والمدارس إلى ساحات تجنيد، والجامعات إلى منابر طائفية. وبدل أن يطوّروا البنية التحتية، دمروها؛ وبدل أن يبنوا المطارات، أغلقوها؛ وبدل أن يعيدوا الحياة للموانئ، حولوها إلى نقاط تهريب للسلاح والإتاوات. يريدون من اليمنيين أن يعيشوا بلا كهرباء، بلا رواتب، بلا خدمات، بلا أمل… فقط ليعيشوا عبيدًا في ظل سلالة تزعم تفوقها “الإلهي” على بقية أبناء الوطن. أي مشروع وطني هذا الذي يتفاخر بتدمير كل ما لم يقدر على بنائه ؟ أي عقلية تلك التي ترى في التنمية “مؤامرة”، وفي السلام “خيانة”، وفي التعليم “تهديدًا” ؟ الحوثيون أعداء لكل ما هو جميل ونبيل في هذا الوطن: أعداء للعلم، لأن العلم يحرر العقول؛ أعداء للسيادة، لأن السيادة لا تعني تبعية للمرشد في طهران؛ أعداء للحياة، لأن الحياة تعني الحرية، والحرية هي نهايتهم. هم لا يخجلون من افتخارهم بالموت. لا يترددون في الدفع بآلاف الأطفال إلى الجبهات تحت مسمى “الدفاع عن الوطن”، بينما الوطن في الحقيقة ليس إلا درعًا بشريًا لحماية مشروعهم السلالي. كل ما يطلبونه من الناس هو الولاء المطلق لشخص عبدالملك الحوثي، وكأن اليمن لم يُخلق إلا ليكون مزرعة يديرها من كهف، ويتقاسمها رجال دين مزيفون وسماسرة حروب. لقد اختطفوا اليمن،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح