الحوثيون يحرمون الأغاني ويختطفون الفنانين من داخل الأعراس
٨٢ مشاهدة
أقدمت جماعة الحوثيين على اختطاف أكثر من 15 فنانا ومنشدا ومهندسا صوتيا ومالك صالات أفراح خلال أيام عيد الأضحى في محافظة عمران شمالي اليمن ومن بين المختطفين عزالدين راشد ويحيى البصلي ويحيى المدري وهم ملاك قاعات أعراس بالإضافة إلى الفنانين محمد النيساني وبلال العامري والمنشد نجيب الشامي كما تمت مصادرة معدات صوتية وأدوات عزف وذكرت مصادر محلية لـالعربي الجديد أن حملة الاختطافات تمت بقيادة وإشراف القيادي الحوثي أبو خرفشة والمعين مديرا للأمن في المحافظة والذي يريد منع الأغاني في الأعراس وحفلات الزفاف واستبدالها بالزوامل الحوثية وبحسب تلك المصادر قام الحوثيون باختطاف هؤلاء الأشخاص من داخل منازلهم ومن نقاط التفتيش الحوثية كما تم اختطاف بعضهم عقب عودتهم من حفلات الزفاف وتأتي حملة الاختطافات ضمن التوجه المستمر للجماعة لحظر ومنع الأغاني في الأعراس وحفلات الزفاف وفي مايو أيار الماضي قام مسلحون حوثيون بمحافظة عمران باختطاف الفنان الشعبي هاشم الشرفي والفنان محمد الدحيمي والموزع الموسيقي مبروك الدحيمي من إحدى صالات الأعراس واقتادتهم إلى أحد سجونها بالمحافظة يشار إلى عشرين فنانا ومنشدا ومهندس صوت ومالك صالة أفراح لا يزالون في سجون الجماعة التي ترفض الإفراج عنهم بعد اختطافهم في مايو الماضي حيث يطالبهم الحوثيون بالتوقيع على التزامات خطية بمنع الغناء في الأعراس واستبداله بزوامل الجماعة وكانت جماعة الحوثي قد منعت في مايو الماضي حفل زفاف جماعي لـ 160 عريسا وعروسا بمدينة حبابة بمحافظة عمران بسبب وجود فنان يغني في الحفل وعام 2021 أقدمت الجماعة على اختطاف الفنان الشاب أصيل أبو بكر بعد اقتحامها صالة أعراس كان يغني فيها في منطقة مذبح في العاصمة صنعاء واقتادته إلى أحد أقسام الشرطة وبررت عملية الاختطاف حينها بأن الفنان تجاوز الوقت المحدد لإحياء الأعراس والذي حددته حينها في الساعة التاسعة مساء في حين أن من عادة اليمنيين إحياء الأعراس حتى ساعات الفجر الأولى وبعد هذه الحادثة بأيام أقدم مسلحون حوثيون على اختطاف الفنان يوسف البدجي من أمام منزله في العاصمة اليمنية صنعاء وذلك بعد عرض برنامج ضيوف الفن والذي يقدمه الفنان يوسف البدجي ويعرض على شاشة قناة يمن شباب الفضائية وفي نوفمبر تشرين الثاني 2018 قام مسلحون حوثيون بقتل عريس يدعى عامر الحطابي ليلة زفافه أمام والده بعد اعتقاله مع عدد من أقاربه في ليلة العرس في مديرية همدان بصنعاء يقول الشاعر فتحي أبو النصر لـالعربي الجديد إن اليمن البلد الذي يزخر بتراث ثقافي وفني غني يعاني الآن من تدهور شديد في المجال الفني بسبب ممارسات المليشيات الحوثية هذه الجماعة التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد تفرض قيودا صارمة على الفن والفنانين مما يؤدي إلى تجفيف منابع الإبداع والفرح في المجتمع اليمني وأكد أبو النصر أن منع الحوثيين للفن والغناء في اليمن حتى في الأعراس يعد تعديا صارخا على حقوق الإنسان وحرية التعبير وبدلا من السماح للفنانين بالتعبير عن أنفسهم والمساهمة في إثراء الثقافة اليمنية تفرض المليشيات ما تسميه الزوامل وهي أهازيج حربية كانت تستخدمها القبائل اليمنية قديما هذا الاتجاه الإقصائي يحرم اليمنيين من التنوع الثقافي والفني الذي يعبر عن تطلعاتهم وآمالهم في السلام والتطور وأشار إلى أن جماعة الحوثيين تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور الثقافي فهي لا تمنع الفنانين من ممارسة فنهم فقط بل تعتقلهم وتكفرهم أيضا مما يعرض حياتهم للخطر ويقتل الروح الإبداعية في المجتمع هذه التصرفات تخلق بيئة خانقة تقمع كل مظاهر الحياة الجميلة وتغذي ثقافة الحرب والدمار وأشار أبو النصر إلى أنه على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أن تدين هذه الممارسات وأن تعمل على حماية الفنانين والمفكرين اليمنيين من بطش المليشيات الحوثية ويجب أن تكون هناك جهود جدية لإيقاف هذا العبث الثقافي وضمان حق الشعب اليمني في التعبير عن نفسه والتمتع بحياة كريمة مليئة بالسلام والفرح ويرى الناشط مازن السلامي في حديثه لـالعربي الجديد أن حملة الاختطافات هذه تأتي امتدادا لسياسة القمع والانتهاكات التي يمارسها الحوثيون في مناطق سيطرتهم وأن الإمعان بمحاولة القضاء على الفكر والحريات يؤكد اقتراب نهاية هذه الجماعة الخارجة عن قيم اليمنيين وأعرافهم وأخلاقهم وأنهم بهذه السلوكيات يضعون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الشعب الذي يريدون انتزاع ما تبقى من بصيص فرحته بعدما حولوا حياته إلى جحيم وأكد السلامي أنه لا مستقبل للفن والثقافة في ظل وجود جماعة الحوثيين لأنهما خطان لا يلتقيان وهذا يحتم على الفنانين والمثقفين اليمنيين أن يكون لهم موقف من سياسات هذه الجماعة التي تعادي الفن وتحاول فرض فكرها ومنهجها الظلامي في بلد يعد منبع الفن وموطنه الأول وهو البلد الذي أنجب فنانين كبارا بحجم أبو بكر سالم وعبدالرب إدريس وأيوب طارش والمرشدي والسمة والآنسي والقمندان وغيرهم من جهابذة الفن اليمني يوم الأغنية اليمنية في الموعد المقرر سنويا في الأول من يوليو تموز أحيا اليمنيون يوم الأغنية اليمنية وهي المبادرة التي انطلقت قبل أربع سنوات للحفاظ على الهوية الثقافية وإدخال البهجة على بلد يعاني تبعات الحرب منذ نحو عقد من الزمن وضد محاولات الطمس الممنهجة التي يقوم بها الحوثيون لمعالم الأغنية اليمنية الفنانة شمعة والفنانة تقية الطويلة يوم الأغنية اليمنية pic twitter com Sso5hIr1Vd بكيـل 𓂆 itsBkeel July 1 2024 وبدأ الاحتفال بهذه المناسبة منذ الساعات الأولى انطلاقا من منصات التواصل الاجتماعي حيث شارك الآلاف من هواة الموسيقى مقاطع من أشهر الأغاني التراثية وصور كبار المطربين والملحنين اليمنيين وصولا إلى الإذاعات والقنوات التلفزيونية المحلية التي أخرجت ما في جعبتها من أعمال فنية ارتبطت بذاكرة المستمع اليمني والعربي متيم بالهوى يروي من الاغاني التي لقت انتشار ورواجا في اليمن والخليج العربي وتغنى فيها كثير من المطربين الكبار وهي للفنان كرامه مرسال ومن إلحانه يوم الأغنية اليمنية pic twitter com hp22295RSF بكيـل 𓂆 itsBkeel July 1 2024 وصرح وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني لـرويترز إن استمرار احتفاء اليمنيين بتفاعل والاهتمام بالأغنية اليمنية للسنة الرابعة في مختلف المناطق والأطياف دليل أن الأغنية اليمنية وحدت منذ القدم مشاعر اليمنيين وأضاف بينما كانت السياسة تفرق كانت الأغنية تجمع وتوحد في يوم الاغنية اليمنية اهديكم اطيب التحايا والمحبة pic twitter com JsQBxX4Fqv Ahmed Fathi AhmedFathioud July 1 2024 من جانبه قال الصحافي والكاتب المهتم بالشأن الفني والثقافي مصطفى راجح لـرويترز لم يحتف اليمنيون بالغناء كما فعلوا في سنوات الحرب في العشرية الماضية وجدان الشعب يدرك باللاوعي ما الذي يعبر عنه ويحفظ له تماسكه في زمن الخراب واللحظات القاسية وأضاف يتعرف اليمنيون على أنفسهم بالاستماع لنغمات لحنية أنتجتها أجيال من الفنانين عبر تاريخ اليمن المديد عرف اليمنيون فن الغناء منذ قديم الزمان وكانت هذه الألحان التراثية الغنية تعبيرا عن هويتهم الوطنية تعبيرا عن الذات اليمنية