ما بعد الحوبان

١٢٦ مشاهدة

الحوبان قرية صغيرة تقع في شمال محافظة تعز، وعبرها يتنقل أبناؤها إلى باقي المحافظات شمال البلاد، وهي معبر إلى المحافظات الجنوبية. والحوبان أيضاً هي مركز أكبر المصانع اليمنية، كما أن الطريق الواصل إلى مسجد الجند التاريخي (بناه معاذ بن جبل الأنصاري) وإلى مطار تعز، يمر بها.
لم يخطر في بال أحد أن الحوبان ستصبح عند اليمنيين نموذجاً فاضحاً لأسوأ ما أفرزته الحرب اليمنية الدائرة منذ 10 أعوام، وهي القرية التي رغم صغر مساحتها فإنها أضحت التعبير المحزن لمدى الهبوط الذي أجاز ليمني أن يحاصر أخاه اليمني، وجعل التنقل بين شمال تعز وبقية مناطقها مغامرة محفوفة بأخطار ومعاناة لا يقوى عليها المريض والطفل وكبير السن.
يكفي لفهم المعاناة التي جلبها إغلاق ذلك الطريق أن الزمن الذي كان لا يتجاوز 30 دقيقة للوصول إلى قلب المدينة أصبح يتجاوز ست إلى ثماني ساعات، ويعبر نقاط تفتيش وجبايات واستجواب تجعل من الرحلة الإجبارية عذاباً وهواناً.
إصرار غريب

كان غريباً إصرار الحوثيين على إبقاء المعبر مغلقاً بعد التوصل إلى اتفاق لاستمرار الهدنة، وإن كان غير معلن رسمياً، ولم يجد أحد تفسيراً منطقياً لاستمرار الرغبة في جعل المعبر ورقة سياسية بعدما فقد قيمته العسكرية. وتوَّلدت قناعة عند أبناء تعز بأن إغلاق طريق الحوبان – تعز ما هو إلا تعبير عن مشاعر سلبية تجاههم من أبناء المناطق الجبلية.

وفاقمت هذه المشاعر الرفض المطلق والشك العميق بكل ما تقوله وتقرره وتمارسه الجماعة، إذ رأى أبناء تعز في الأمر إصراراً غير مبرر وغير مفهوم على إذلالهم ومعاقبتهم على مقاومتهم لمحاولة الجماعة السيطرة على مدينتهم.
من العسير تفهم أن قيادات الجماعة تغافلت ولم تستوعب ولم تنتبه إلى دروس التاريخ والجغرافيا والروايات، وكلها كانت كافية لإلزامها بإعادة التفكير في كيفية التعامل مع منطقة يسكن أعماقها نفور تاريخي من صنعاء السياسية، وليس صنعاء المجتمع الجميل الذي استوعب كل أبناء اليمن ولا يزال.
كل ما يأتي من الشمال

تضاعفت مشاعر الخصومة تجاه كل ما يأتي من الشمال، وجرت استعادة قراءة تاريخ قديم ممتلئ

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح