الحوالات المالية الخارجية طوق نجاة لإنقاذ فقراء إدلب

٤٨ مشاهدة
يعتمد معظم فقراء إدلب في شمال غرب سورية على الحوالات الخارجية الواردة من ذويهم المغتربين في أنحاء العالم لاسيما تركيا وألمانيا والسويد وقبرص ودول الخليج العربي لمساعدتهم وسد العجز الكبير في القدرة الشرائية إذ لم تعد الأجور هناك تغطي الجزء اليسير من الاحتياجات اليومية المتزايدة ووسط الفقر وقلة فرص العمل وصلت الأوضاع الاقتصادية للكثيرين من فقراء إدلب إلى حالة يرثى لها في الوقت الذي ارتفع فيه الحد الأدنى المطلوب لتكلفة المعيشة إلى مستويات قياسية بسبب التضخم والغلاء وقلة مصادر الدخل وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أكدت أن ما يقدر بنحو 90 من السكان في سورية يعيشون حالة من الفقر وأن 12 9 مليون شخص يعانون مشكلة انعدام الأمن الغذائي فقراء إدلب يعتمدون على المغتربين وينتظر حسن الحلاق النازح من ريف إدلب الجنوبي والمقيم في مدينة الدانا شمال إدلب نصيبه الشهري من المال المخصص له من قبل أخيه المغترب المقيم في ألمانيا من أجل أن يسد بعض احتياجاته الشهرية ويفي قسما مما تراكم عليه من ديون كحال أغلب فقراء إدلب ويقول الحلاق إن وجود أخيه في أوروبا أنقذه من وضع معيشي صعب خاصة وأنه لم يتمكن طوال فترة نزوحه التي شارفت على إتمام عامها السادس من الحصول على أي فرصة عمل رغم محاولاته العديدة بينما تسير الأحوال بشكل مستمر نحو الغلاء الفاحش والمزيد من الفقر والحاجة وأضاف الحلاق أن أخيه خصص له مبلغ 150 دولارا أميركيا أي ما يعادل 4500 ليرة تركية ينفقها طوال الشهر ضمن ما يمكن أن يحققه من تقنين قدر الإمكان لتغطية مصاريف الماء والغذاء والملابس والدواء حيث إنه مريض بالضغط والسكري ومعيل وحيد لعائلة مؤلفة من ستة أفراد الحال ذاته تعيشه النازحة مروة الحلبي المقيمة في مخيمات البردقلي شمال إدلب والتي تعتمد على ما يرسله لها أخوة زوجها المغتربون في السويد والذين تكفلوا بها وبأطفالها الخمسة بعد وفاة أخيهم بقصف سابق للنظام على مدينتهم معرة النعمان قبل أن ينزحوا منها وتقول الحلبي إن أخوة زوجها يرسلون لها مبالغ شهرية غير ثابتة وحسب ما يتوفر لديهم وتتراوح بين 100 150 دولارا أميركيا وهو مبلغ يشكل شريان حياة لها رغم أنه لا يكاد يغطي مصاريف الدراسة لأبنائها وسط الغلاء وقالت إن ذلك الوضع يجعلها تبحث عن عمل تساعد به في تغطية كامل المصاريف التي تتراوح شهريا بين 300 و350 دولارا أميركيا وهو الحد الأدنى لكي يتسنى للفرد أن يعيش بكرامة نوعا ما دون أن يصبح عرضة للحاجة والعوز وفقا لقولها وتحدثت الحلبي عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير على فقراء إدلب والمناطق القريبة منها حيث وصل سعر كيلو الأرز إلى 35 ليرة تركية ولتر الزيت النباتي إلى 50 ليرة تركية بينما وصل سعر برميل مياه الشرب إلى 15 ليرة تركية وكيلو لحم الدجاج إلى 70 ليرة تركية وأقل وجبة غداء لأبنائها ستكلفها 250 ليرة تركية كحد أدنى في الوقت الذي توقفت فيه المساعدات الغذائية التي كانت تسد بعض الاحتياجات ما جعلهم في مواجهة الفقر والجوع وأشارت إلى أن عملها كمستخدمة في المدرسة القريبة من منزلها ساعدها على استكمال ما تحتاجه بشكل شهري إضافة لما يرسله لها المغتربون من مبالغ مالية وقال صاحب إحدى شركات الصرافة والحوالات في إدلب لؤي الشدادي إن ما يحرك العمل في شركته هو أموال المغتربين الذين يحولون عبر مكتبه مبالغ مالية بالدولار الأميركي واليورو أو الليرة التركية لأقربائهم البائسين المقيمين في المنطقة ومعظمهم من المسنين والأرامل والعاطلين عن العمل وذوي الإعاقات وحتى الأصحاء الذين لا يجدون ما يغطي قوت أطفالهم بسبب تدني أجورهم بشكل لا يتناسب إطلاقا مع المصاريف اليومية المرتفعة ويقدر الشدادي ما يصل من حوالات مالية يومية لإدلب بآلاف الدولارات وتقتصر التعاملات المالية في المنطقة في ظل غياب مصرف أو بنك مركزي على شركات ومكاتب الصرافة والتحويل وقال فريق منسقو استجابة سورية إن حد الفقر المعترف به في مناطق شمال غرب سورية ارتفع إلى قيمة 10 791 ليرة تركية في حين ارتفع حد الفقر المدقع إلى قيمة 9 033 ليرة تركية في سياق استعراضه مؤشرات الحدود الاقتصادية للسكان المدنيين في الشمال السوري خلال شهر يونيو حزيران الفائت 2024 وأكد الفريق أن نسب حدود الفقر والجوع حافظت على مستوياتها السابقة بشكل تقريبي مقارنة بالشهر السابق وهي 91 16 للفقر و40 90 للجوع وبين أن معدلات البطالة بين المدنيين خلال شهر يونيو حزيران ارتفعت بمقدار 0 03 ووصلت نسبة البطالة العامة إلى 88 82 بشكل وسطي مع اعتبار أن عمال المياومة ضمن الفئات المذكورة وأوضح الفريق أن تسريح آلاف الموظفين العاملين في المنظمات الإنسانية منذ بداية العام الحالي نتيجة نقص الدعم المقدم وتوقف مئات المشاريع أدى إلى زيادة عدد الأشخاص غير العاملين في المنطقة وقدر عدد الموظفين الذين جرى تسريحهم بأكثر من 4 000 موظف وتأثر بهذه الخطوة أكثر من 93 ألف شخص من الموظفين وعائلاتهم وتحدث عن ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 36 3 وارتفاع أسعار الحبوب بنسبة 31 4 ولفت إلى ارتفاع أسعار القمح بنسبة 28 7 وارتفاع أسعار الزيوت النباتية بنسبة 37 9 وارتفاع أسعار الألبان بنسبة 16 2 وارتفاع أسعار اللحوم بأنواعها بنسبة 19 4 وارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بنسبة 31 7 ولفت إلى عجز واضح في القدرة الشرائية لدى المدنيين وبقائهم في حالة فشل وعجز عن مسايرة التغيرات الدائمة في الأسعار وهو ما يتجاوز قدرة المدنيين لتأمين الاحتياجات اليومية حيث شهدت المنطقة ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد بنسب متفاوتة بمقارنة بداية العام الحالي ونهاية يونيو حزيران الدولار الأميركي 32 98 ليرة تركية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح