الحكي احتياج لا كلمات تصف حالة غزة

18 مشاهدة

كلنا بنحب السما وبنشوف فيها السلام والهدوء وبوابة الأمنيات… بس في الحرب شفنا العجب، حوّلوا السما لبوابة جحيم. بيوم من الأيام السما شتت ورق كتير كان المنظر غريب عجيب… ومع أول ورقة كمشوها الصغار، وصل الخبر لكل مكان: إنها مناشير إخلاء. هذه كلمات الفنّانة الغزيّة أحلام النوري، كتبتها بالعامية الفلسطينية وسجلتها بما أتيح لها من موارد محدودة في غزّة، فاستمع إليها الجمهور في مسرح القصبة في مدينة رام الله ضمن مبادرة الحكي احتياج، إحدى إنتاجات مشروع مشكال الهادف إلى إحياء التراث الثقافي الفلسطيني وتعزيز التعبير الفني. عاش الجمهور تجربة صوتية تحت عنوان إخلاء، دامجةً بين أداء حيّ لفناني الضفة الغربية وتسجيلات صوتية لفناني غزة.

اشتركت النصوص بفكرتي النزوح والإخلاء، لكنّ كل نصّ حمل رؤى صاحبه، ليأخذ المتلقين إلى مكان النصّ وزمانه. بعض هذه النصوص أخذت المنحى التوثيقي الاجتماعي لعمليات الإخلاء التي أجبر الاحتلال الإسرائيلي الغزيين عليها، كما في نص الفنانتين أحلام النوري وحنين عزيزة. وبعضها الآخر أخذ منحى الكوميديا السوداء في وصف الصورة لمشاهد الإخلاء ومخيمات النزوح، فكانت السخرية من الواقع المرّ طريقة لمحاولة التعايش والتعافي كما في نص الفنانين محمود أبو زبيدة وأشرف العفيفي. أما على الضفة الأخرى، فكان الإخلاء زاوية تتقاطع فيها هموم الفلسطينيين بقالب يشابه ويخالف واقع غزة، مثل نص الفنان الشاب من مخيم جنين، جمال جعص. إخلاء، مرقونا ع الحلبات، ع أساس يومين نقعد ونبات، مرت علينا سنتين كاملات، الي عاش والي مات… إخلاء، بالعافية دبرنا الخيمة، لا بتستر شمس ولا غيمة، بشريطة وعمود أنتينا، وقفناها لهالخيمة (محمود أبو زبيدة).

يمثّل مصطلح المحكيات وعاءً للتجارب الإنسانية والذاكرة المنقولة شفوياً. وحول اختياره، يقول الفنان ومدير المشروع، أشرف العفيفي، إنه اختار هذا الفن لأنه قديم متجدد، مشيراً إلى أن فن الحكي متأصل بالفعل في التراث الفلسطيني منذ ظهور شخصية الحكواتي الشهيرة. هنا يبرز التقاطع الجوهري بين رؤية العفيفي وأهداف مشروع مشكال الأساسية؛ إذ إن المحكيات وجه أصيل للموروث الفلسطيني غير المادي الذي يسعى مشكال إلى حفظه والاحتفاء به،

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح