الحكام بين الامس واليوم

يمنات

عبدالوهاب قطران

طلبت من الصديق العزيز ان يرسلي مذكرات اديب وشاعر اليمن الكبير الاستاذ عبدالله البردوني من القاهرة .. فارسلها لي قبل عدة اشهر مشكورا ..

فطالعتها وتأملت في ذكريات ومذكرات البردوني ،وبوحه الشجاع عن طفولته المعذبة و معناته وجوعه وبؤسه وتشرده وشظف العيش الذي عناه وعن قسوة الحياة التى عاشها ،وباح بجراءة عن ذكرياته مع الغانيات الملاح بقريته البردون وبمدينة ذمار، بوح شجاع يكاد يشابه بشفافيته بوح جان جاك روسو بكتابة الشهير الاعترافات..

ومما لفت نظري ماقاله البردوني عن رفض الامام احمد لسجنه بعد كتابته ونشره لقصيدته الشهيرة “عيد الجلوس” والتى وصلت الى الامام فقرائها، وتسابق حملة المباخر والمتملقين مطالبين من الامام احمد ان يزج بالبردوني بالسجن …

ولكن الامام رفض وقال مقولته الشهيرة “نصف الناس خصوم لاهل الاحكام او الحكام ان عدلوا” واضاف انه لايمكن يسجن شاعر في عهده..

وقال فعلا ماحد يعمل عيد بالانتصار على شعبه وقام بتغيير اسم عيد النصر ليطابق تسمية البردوني “عيد الجلوس”

فما بال حكام اليوم تضيق صدورهم ويزجوا بسجونهم بكل من عبر عن رأيه وعارضهم سلميا بالرأي والكلمة ..

ولازال بسجونهم الكثير من اصحاب الكلمة و الرأي كالصحفي محمد المياحي، والفنان الوطني المحترم خليل فرحان الذي تم اعتقاله بذمار لان يعزف الاناشيد الوطنية بالاعراس..